«خسائر فادحة».. الذهب يتجه لتسجيل تراجع أسبوعي بأكثر من 2% رغم ارتفاعه

سجلت أسواق الذهب تغيرات ملحوظة اليوم وسط تقلبات حادة، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة طفيفة لكنها تواجه أسوأ تراجع أسبوعي منذ أكثر من شهرين، تعزى هذه التقلبات إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة تراجع المخاوف التجارية العالمية، كما أدى ترقب تقرير الوظائف الأمريكي إلى دفع المستثمرين بعيداً عن الذهب لصالح استثمارات أخرى.

أسعار الذهب اليوم ومستوى الأداء الأسبوعي

شهد المعدن الأصفر ارتفاعاً في سعر الذهب بالمعاملات الفورية بنسبة بلغت 0.3% ليصل إلى 3252.02 دولاراً للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة بنسبة أكثر وضوحاً بلغت 1.2% لتصل إلى 3261 دولاراً، رغم ذلك، فإن أسعار الذهب سجلت خسائر كبيرة تتجاوز نسبة 2% خلال الأسبوع ليكون هذا أكبر تراجع أسبوعي منذ أواخر شهر فبراير، وقد عزا الخبراء هذا الانخفاض إلى حالة الترقب المرتبطة ببيانات التوظيف الأمريكية وتأثيرها المحتمل على السياسات النقدية للفدرالي الأمريكي.

دور السياسة النقدية الأمريكية في تقلب أسعار الذهب

ترقب المستثمرون اليوم بيانات الوظائف غير الزراعية من الولايات المتحدة، حيث يشير هذا التقرير إلى مؤشرات هامة تتعلق بحالة الإقتصاد الأمريكي وشدّة سوق العمل، عادةً ما تؤثر هذه البيانات بشكل مباشر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة برفع أو خفض أسعار الفائدة، وهذا بدوره ينعكس بشكل كبير على أسعار الذهب العالمية، فارتفاع أسعار الفائدة يقلل جاذبية المعدن النفيس للمستثمرين، بينما تدعم الفائدة المنخفضة أسعار الذهب كملاذ آمن، وتُعد القرارات الأمريكية مؤشراً مركزياً يؤثر على مسار الطلب على المعادن الثمينة.

أداء بقية المعادن النفيسة اليوم

لم تقتصر تحركات الأسواق على الذهب فقط، بل تضمنت أيضاً ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة التي ارتفعت بنسبة 0.2% مسجلة 32.47 دولاراً للأونصة، كما صعد البلاتين بمعدل 0.8% ليبلغ 966.08 دولاراً، بينما حقق البلاديوم زيادة بنسبة 0.3% ليصل إلى 943.50 دولاراً، ورغم هذا الانتعاش الظاهر على هذه المعادن، إلا أن التغيرات الكلية لهذه الأسواق ترتبط بصورة وثيقة بعوامل الاقتصاد الكلي وتوجهات السياسة النقدية العالمية كما يحدث مع الذهب.

وفي ظل تقلبات السوق الحالية، تبقى الحاجة إلى متابعة الأوضاع الاقتصادية والسياسات النقدية أمرًا ضروريًا للمستثمرين لتقييم خياراتهم الاستثمارية، لا سيما أن الأسواق العالمية تشهد ارتباطًا جنونياً بين مختلف الصناعات والمعادن الثمينة مع التوجهات الاقتصادية الكبرى.