«خسارة أسبوعية».. الذهب يتراجع مع انحسار التوترات التجارية عالميًا

تشهد أسعار الذهب تغيرات ملحوظة مدفوعة بعدة عوامل اقتصادية واستثمارية، حيث ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,255.01 دولار للأونصة مع إغلاق تداولات الجمعة، بعد أن كان قد انخفض إلى أدنى مستوياته في أسبوعين سابقًا. جاءت تلك الارتفاعات بالأسعار وسط بيانات اقتصادية متضاربة حول الوظائف والنمو التجاري، مما أعطى إشارات مختلطة بشأن مستقبل السوق.

أسعار الذهب: التوجهات الحالية والتغيرات الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب تغيرات حادة خلال الأسبوع، حيث انخفضت بنسبة 2.1% بالمقارنة مع تسجيل أعلى مستوى لها عند 3,500.05 دولار للأونصة في منتصف أبريل. ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.78% لتصل إلى 3,247.40 دولار لكل أونصة، وهو ما أضاف ضغطًا على السوق وسط تباين التوقعات بشأن السياسات النقدية العالمية. الجدل التجاري بين الولايات المتحدة والصين والتصريحات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية لعب دورًا في التأثير على معنويات المستثمرين، حيث بدا أن الطرفين يسعيان لحل الخلافات.

تأثير البيانات الاقتصادية على الذهب

التقرير الأخير من وزارة العمل الأمريكية أظهر زيادة غير متوقعة في الوظائف، حيث تم تسجيل 177 ألف وظيفة جديدة في القطاعات غير الزراعية، متجاوزًا توقعات الاستطلاعات التي أشارت إلى 130 ألف وظيفة فقط. هذه الأخبار دفعت المستثمرين لتقليل رهاناتهم على خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال يونيو، وهو ما أثر مباشرة على العائدات المالية لسندات الخزانة الأمريكية. ارتفاع العائد على هذه السندات يقلل من جاذبية الذهب، نظرًا لكونه أصلًا غير مدر للعوائد. كما توقع محللون مزيدًا من التراجع بأسعار الذهب عند انخفاض الطلب على الأصول الآمنة وسط تعافي الأسواق المالية.

توقعات أسعار الذهب والمعادن الأخرى

يتوقع المحللون استمرار الضغط على أسعار الذهب، حيث أشار فؤاد رزاق زادة من “سيتي إندكس وفوريكس” إلى إمكانية كسر الذهب مستويات الدعم الحالية عند 3,200 دولار إذا لم يتحسن الطلب في الأسواق. على صعيد المعادن النفيسة الأخرى؛ فقد سجلت الفضة انخفاضًا بنسبة 1.2% لتصل إلى 32.01 دولار للأونصة، كما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 958.70 دولار، بينما حقق البلاديوم ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 945.25 دولار للأونصة. هذا التراجع يعود جزئيًا إلى إغلاق الأسواق المالية في الصين بسبب عطلة عيد العمال، مما أضاف جمودًا مؤقتًا على حركة الأسواق الآسيوية.

يبقى المستثمرون في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأحداث في الأسواق المالية العالمية، سواءً من حيث التغيرات في سياسات الفائدة أو تقدم المحادثات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، وهو ما يحدد مستقبل أسعار الذهب على المدى القريب والمتوسط.