«طرد خطيب».. اعتقال مصلين بعد مواجهات داخل مسجد برعاية الحوثيين

قامت مليشيا الحوثي باتخاذ إجراءات قمعية ضد أهالي مديرية سنحان بمحافظة صنعاء بعد احتجاجاتهم على تدخلها في الشؤون الدينية ومحاولتها فرض خطباء موالين لها على المساجد. الواقعة أثارت جدلًا واسعًا، حيث تصاعدت حدة التوتر بين الأهالي والجماعة المسلحة، ما دفع الأخيرة إلى استخدام وسائل الضغط لقمع أصوات المحتجين.

رفض الأهالي للخطيب الحوثي في مسجد الخير

شهد مسجد “الخير” في مديرية سنحان حالة من الغضب الشعبي عندما حاول أحد الخطباء الموالين لمليشيا الحوثي إلقاء خطبة الجمعة. الأهالي، الذين طالبوا بعودة الخطيب السابق الذي يحظى بمكانة واحترام كبيرين في المنطقة، رفضوا السماح للخطيب الحوثي بالصعود للمنبر. وردت الجماعة بتغيير اسم المسجد إلى “الزهراء” في محاولة منها لفرض توجهها الطائفي على الأهالي. الحادثة أدت إلى اعتقال عدد من المصلين على خلفية اعتراضهم وإخراجهم للخطيب بالقوة، وتم توثيق اللحظة في مقطع فيديو انتشر سريعًا وأثار ردود فعل واسعة.

الإفراج عن المعتقلين بشروط صارمة

بحسب شهادات من السكان المحليين، قامت مليشيا الحوثي بإطلاق سراح المعتقلين بعد إجبارهم على توقيع تعهدات رسمية تمنعهم من التدخل في شؤون المساجد مستقبلاً. هذا الإجراء يعكس طبيعة الممارسات القمعية التي تتبعها الجماعة، والتي تحاول من خلالها السيطرة التامة على المساجد والمنابر لاستغلالها في نشر أفكارها الخاصة. خطوة إطلاق سراح المعتقلين بشروط قاسية تُظهر مدى التوتر بين المجتمع المحلي والمليشيا، حيث يرفض الأهالي الأساليب الطائفية والتدخلات التي تفرض على المساجد في مناطقهم.

التأثيرات السلبية لتدخل الحوثيين في المساجد

ينظر الكثيرون إلى ما تقوم به مليشيا الحوثي في المساجد كجزء من مشروعها الأكبر لفرض سيطرتها الفكرية والدينية على المجتمع. حيث تكثف الجماعة جهودها لتعيين خطباء موالين لها في جميع المساجد الواقعة في مناطق سيطرتها، مما يزيد من حدة الاحتقان بين السكان المحليين. التدخل الحوثي ألحق ضررًا بالغًا بوحدة المجتمع، إذ يساهم في خلق انقسامات طائفية وصراعات داخلية بين أبناء المناطق المتضررة.

لتنظيم هذه المساجد وإصلاح العلاقة بين الأهالي والجهات المسؤولة، يجب السعي نحو مبادرات تضمن استقلاليتها التامة عن التدخل السياسي. كما يُعد إشراك المجتمع المحلي في اختيار خطباء المساجد ومتابعتهم خطوة تعزز من ثقة السكان وتقليل فرص استغلال المنابر لأهداف بعيدة عن أغراضها الدينية الأصيلة.