«صدمة».. أسعار الذهب تتجه نحو تغييرات مفاجئة في المستقبل القريب!

يشهد سوق الذهب تحولات عميقة خلال الربع الأول من عام 2025، حيث سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة متجاوزة حد 3000 دولار أمريكي للأونصة، وذلك وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي. وقد انعكس هذا النمو الملحوظ على مختلف قنوات الطلب، بما يشمل الاستثمار وصناديق التداول والبنوك المركزية، حيث تصاعد الاهتمام بالذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاطر الاقتصادية العالمية.

ارتفاع الطلب على الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة

شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب انتعاشًا كبيرًا خلال الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفع الطلب بما يعادل 226 طنًا، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 170%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2022. هذا الاتجاه عكس تأثير المخاوف الاقتصادية والاضطرابات التجارية التي دفعت المستثمرين للتوجه نحو الذهب باعتباره أداة تحافظ على القيمة. ويرتبط هذا النمو بارتفاع التدفقات الاستثمارية في الأسواق الآسيوية والغربية على حد سواء، مما يعكس توسع نطاق الطلب العالمي.

زيادة الاستثمارات وتجدد نشاط المستثمرين في سبائك الذهب

ارتفع إجمالي استثمارات سبائك الذهب والعملات المعدنية بنسبة 3% على أساس سنوي ليبلغ 325 طنًا، وقد استحوذت السوق الصينية على النصيب الأكبر في هذا الارتفاع، مسجلة ثاني أعلى طلب استثماري في قطاع التجزئة. من جهة أخرى، أدت تناقضات السوق في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تفاوت الطلب؛ حيث انخفض الطلب في الولايات المتحدة بنسبة 22% بينما شهدت أوروبا انتعاشًا بسيطًا. المشهد في جنوب شرق آسيا جاء مماثلًا حيث حققت الأسواق الآسيوية نموًا مستدامًا رغم الانخفاض في بعض الدول مثل فيتنام بسبب قلة المعروض.

تراجع الطلب على المجوهرات الذهبية بسبب ارتفاع الأسعار

أدى الارتفاع القياسي في أسعار الذهب إلى تراجع الطلب على المجوهرات، حيث وصل حجم التداول إلى أدنى مستوياته منذ جائحة كورونا. ومع ذلك، تحققت زيادة طفيفة في إنفاق المستهلكين على المجوهرات بسبب استقرار السوق في قيمته الإجمالية، حيث بلغت قيمة مبيعات المجوهرات نحو 35 مليار دولار في الربع الأول من العام، وهذا يشمل الأسواق العالمية باستثناء الصين. ورغم انخفاض الطلب في العديد من الأسواق الكبيرة، فإن بعض الدول مثل فيتنام سجلت تحسنًا بنسبة 5% على التوالي مقارنة بالربع الأخير من عام 2024.

ولم يتوقف النشاط عند ذلك الحد، حيث بلغ الإنتاج من مناجم الذهب مستوى قياسيًا عوضَ الانخفاض في الذهب المعاد تدويره. في وِجهة النظر المستقبلية، من المتوقع أن يكون هناك ارتفاع إضافي في الطلب على الذهب نتيجة الأجواء الاقتصادية المشوشة والمخاوف من الركود الحالي، مما يجعل الذهب الخيار الأول للمستثمرين والاحتياطيات الحكومية في آن واحد؛ الأمر الذي يعزّز دوره كأصل استثماري آمن يعول عليه في الأزمات. تشير توقعات مجلس الذهب العالمي إلى أن الذهب سيحافظ على مكانته ركيزة استثمارية خلال الأشهر القادمة، مدفوعًا بالتحديات الاقتصادية المستمرة، واستمرار التوترات على مستوى العالم.