التشويش على الترددات سببه الانقطاع الشمسي وليس الانفجارات الشمسية

شهدت الفترة الممتدة من 30 أبريل وحتى 4 مايو 2025 تقطعاً متكرراً في بعض الترددات التلفزيونية، خاصة بين الساعة 11:15 صباحاً و1:00 ظهراً بالتوقيت المحلي، ما أثار تساؤلات حول علاقة هذا التقطع بالنشاط الشمسي وبظهور بقعة شمسية كبيرة مرصودة حالياً. يُعد النشاط المناخي الشمسي ودوره المحتمل في اضطرابات الاتصالات محوراً مهماً للإجابة على هذا السؤال.

النشاط الشمسي وأثره على الترددات التلفزيونية

البقع الشمسية ليست مجرد ظواهر بصرية بل هي مناطق نشطة مغناطيسياً تُحدث اضطرابات كبيرة في الاتصالات، حيث تسبب التوهجات الشمسية وانبعاثات الكتل الإكليلية تدفقاً هائلاً للجسيمات المشحونة والإشعاعات الكهرومغناطيسية باتجاه الأرض. عندما تصل هذه التوهجات إلى الغلاف الجوي للأرض، تتأثر الطبقات العليا كالأيونوسفير ما يؤدي إلى انكسار الإشارات الراديوية وتعطيل البث التلفزيوني وتقليل كفاءة الإشارات المنبعثة من الأقمار الصناعية. لكن تحليل البيانات للفترة المعنية أظهر غياب التوهجات الشمسية القوية من الفئة M أو X، مما يعني أن التقطع المرصود لا يُعزى بشكل مباشر للنشاط الشمسي خلال هذه الفترة.

ظاهرة الانقطاع الشمسي وأثرها على الاتصالات

الانقطاع الشمسي هو ظاهرة طبيعية تحدث مرتين سنوياً في أغلب الأحيان، خلال أشهر مارس وأكتوبر عندما تمر إشارات الأقمار الصناعية بالقرب من قرص الشمس عند الزوال. هذه الظاهرة تؤدي إلى إغراق مستقبلات الإشارة بإشعاعات شمسية كثيفة تسبب تشويشاً مؤقتاً. قد تمتد آثار الانقطاع الشمسي إلى فترات أخرى تبعاً لزاوية ميل الأقمار الصناعية وأوضاعها المدارية. بالتالي، يُحتمل أن يكون الانقطاع في الترددات خلال الفترة المذكورة مرتبطاً بظاهرة الانقطاع الشمسي بدلاً من النشاط الشمسي ذاته.

أهمية متابعة الطقس الفضائي وأسباب محلية أخرى

في ظل غياب التوهجات الشمسية القوية، قد تكون أسباب التشويش متعلقة بعوامل محلية مثل تراكم الغبار أو الضباب الذي يضعف استقبال الإشارات أو أعمال الصيانة الفنية التي تؤثر على البنية التحتية لشبكات البث. كما يمكن أن يكون التشويش ناتجاً عن تغييرات موسمية في مواقع الأقمار الصناعية التي تحدث تعديلًا مؤقتاً على مسارات الإشارات. ورغم ذلك، فإن متابعة النشاط الشمسي تُعد أمراً ضرورياً، خاصة أن الشمس تقترب من ذروة نشاط الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، مما قد يزيد من احتمال حدوث اضطرابات فضائية مستقبلية تؤثر على الاتصالات.

في النهاية، فإن التشويش الأخير ربما يكون ناتجاً عن ظواهر طبيعية كظاهرة الانقطاع الشمسي أو مشاكل محلية وليست بفعل النشاط الشمسي المكثف؛ غير أن احتمال حدوث تأثيرات فضائية أكبر يبقى واردًا في المستقبل مع دخول مراحل متقدمة من الدورة الشمسية. يجب الحفاظ على مراقبة دقيقة للطقس الفضائي واتخاذ التدابير المناسبة لضمان استقرار الاتصالات.