«موجة حر»: العراق يشهد ارتفاعاً خطيراً في درجات الحرارة وتحذيرات رسمية

يُعد الطقس في العراق عنصرًا حيويًا يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية لسكانه، ويتميز بتقلباته الملحوظة تبعًا للفصول المختلفة، حيث يسود المناخ القاري على أرجاء البلاد، مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة صيفًا، وبرودة واضحة في الشتاء مع تساقط أمطار متقطعة أحيانًا، كما أن التغيرات المناخية الحالية زادت من التأثير على الأنشطة الزراعية والاقتصادية، مما يجعل متابعة الطقس ضرورة للتهيؤ لكل تحديات الحياة اليومية.

حالة الطقس في العراق

يمر الطقس في العراق بتباين ملحوظ بين مناطقه الشمالية والجنوبية، ففي العاصمة بغداد، تسجل درجات الحرارة خلال الصيف معدلات عالية تصل العظمى فيها إلى 38 درجة مئوية، بينما يكون الطقس في المنطقة الشمالية أكثر اعتدالًا، حيث تسجل أربيل ودهوك درجات عظمى تبلغ حوالي 30 درجة مئوية، أما المناطق الجنوبية مثل البصرة والنجف فتُعاني من درجات حرارة شديدة تصل إلى 44 درجة مئوية، مع جفاف وقلة الأمطار. هذه الظواهر تجعل تحديات بيئية مثل التصحر وانتشار العواصف الرملية والغبارية من المشكلات الشائعة في تلك المناطق، وتظهر الفوارق المناخية هذه بشكل جوهري في الأنشطة اليومية والبنية التحتية.

تأثير التغيرات المناخية على الطقس في العراق

شهد العراق في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية ملحوظة أثرت على ملامح الطقس بشكل حاد، ويرجع ذلك إلى الانبعاثات الكربونية وزيادة الأنشطة الصناعية التي أسهمت في ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة عالميًا، الأمر الذي انعكس على البلاد بارتفاع درجات الحرارة الموسمية ونقص الموارد المائية، وانخفاض معدلات الأمطار في مناطق كانت سابقًا غنية بالموارد، مثل الأهوار والمناطق الجبلية، كما أن هذه التغيرات أثرت على الزراعة بشكل رئيسي، إذ باتت المحاصيل الزراعية مهددة بسبب ندرة المياه وزيادة الطلب على الطاقة المائية نتيجة الظروف الحارة، مما يهدد المستقبل البيئي للبلاد وتأمين غذائها.

التوقعات المناخية القادمة ومدى تأثيرها

تُشير التوقعات إلى أن العراق سيشهد استمرار الأجواء الحارة مع درجات حرارة تتراوح بين 33 و37 درجة مئوية في المناطق الوسطى، بينما تتسم المناطق الشمالية بدرجات حرارة معتدلة تبلغ بين 26 و30 درجة مئوية خلال النهار، هذا مع تحذيرات من تفاقم ظواهر التغير المناخي مستقبلًا، وهو ما يتطلب اتخاذ تدابير جدية لتقليل استهلاك الطاقة، ومعالجة مشكلات الموارد المائية، وتطبيق مبادرات زراعية مستدامة للتعامل مع التغيرات الموسمية، ومن المتوقع أن تستمر الانعكاسات المستقبلية لهذه الظاهرة في الضغط على البنية التحتية ومحطات الكهرباء بسبب ارتفاع الطلب على التبريد وإدارة المياه؛ مما يعقد من التحديات المستقبلية.

في المجمل، يتوجب على العراق تطوير خطط مستدامة لمواجهة الآثار السلبية للطقس المتقلب والتغيرات المناخية المستمرة عبر الحلول البيئية والابتكار في ترشيد الموارد الهامة مثل المياه والطاقة، وهذه الحلول ستسهم في إحداث فارق كبير على المدى البعيد، مما يدعم تحسين نوعية الحياة وتقليل الأعباء الاقتصادية.