«قفزة تاريخية».. الذهب يسجل أعلى مستوى في أسبوعين بسبب الطلب المتزايد

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الحالي، مدعومة بمخاوف المستثمرين إزاء الخطط الاقتصادية والسياسات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي جعل المعدن النفيس يستقطب اهتمام الباحثين عن ملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية، كما أن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المتوقع قد يلعب دورًا في تحديد مسار أسعار الذهب مستقبلًا، ليعكس تأثيره على سوق المعادن بشكل عام.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثير سياسات ترامب

تزايدت المخاوف العالمية بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية على جميع الأفلام المنتجة خارج أمريكا، وهي خطوة ألقت بظلالها على القطاعات الاقتصادية المختلفة وساهمت في الاضطراب المالي، هذا إلى جانب وعده بإعلان رسوم جمركية جديدة على الأدوية خلال أسبوعين، مما دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كوسيلة للتحوط ضد تقلبات السوق، حيث ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 3381 دولارًا للأونصة، بينما سجلت العقود الآجلة زيادة ملحوظة قيمتها 3390 دولارًا.

المحلل الاقتصادي في “آي.جي”، ييب رونج، أشار إلى أن الذهب دخل في موجة صعودية بسبب استثمار المستثمرين بأصول الملاذ الآمن، مؤكدًا أن استمرار هذه الاتجاهات التوترية قد يؤدي إلى تعزيز أسعار هذا المعدن على المدى القريب.

دور سياسة الفائدة الأمريكية في تعزيز الذهب

الحفاظ على الفائدة في نطاق ضيق بين 4.25 و4.50% من قبل الاحتياطي الفيدرالي منذ ديسمبر الأخير ساهم في رسم اتجاه الأسواق، حيث أن اجتماع البنك المركزي الأمريكي يوم الأربعاء يثير ترقبًا كبيرًا بين المتداولين والمستثمرين، إذ سيؤدي أي إشارة للتيسير النقدي إلى زيادة قوة الذهب، خاصة وأن أسعار الفائدة المنخفضة تعتبر بيئة مثالية للمعدن النفيس، ما يبرز دوره كملاذ آمن في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاضطرابات السياسية.

ومن المؤكد أن قرارات الفيدرالي هذه المرة ستكون محور اهتمام نظرًا لتأثيرات السياسات الجمركية التي فرضها ترامب، مما يجعل الأصول المرتبطة بالقيمة الحقيقية كالذهب وجهة مثالية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

إلى جانب الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملموسة، حيث صعدت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.5% لتصل إلى 32.99 دولارًا للأونصة، بينما حقق البلاتين زيادات بنسبة 1.3% مسجلًا 971.24 دولارًا، وواصل البلاديوم ارتفاعه بنسبة 0.5% ليصل إلى 945.75 دولارًا، مما يؤكد نشاط الأسواق وزيادة الطلب على المعادن كافة خلال الأزمات.

يتوقع الخبراء أن تظل المعادن النفيسة تلعب دورًا حيويًا كأصول استراتيجية في ظل التوترات التجارية والسياسية، ما يعزز مكانتها في السوق كمصدر للأمان المالي في المستقبل.