«ارتفاع قياسي».. أسعار الذهب تسجل أعلى مستوى في أسبوعين مع انتعاش الطلب

واصلت أسعار الذهب تسجيل ارتفاعاتها لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، وذلك في ظل اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة إثر تصاعد القلق بخصوص الخطط الاقتصادية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، ومع ترقب الأسواق نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمناقشة مستجدات السياسة النقدية وآفاق الفائدة، هذا الزخم يعزز توجهات المستثمرين نحو المعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب.

أداء أسعار الذهب وأسباب الارتفاع

شهد الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.7% ليصل إلى 3358.49 دولاراً للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى منذ حوالي أسبوعين في تعاملات اليوم الفورية، كما قفزت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 1.4% لتسجل 3369.90 دولاراً، ما يعكس تأثيراً مباشراً للقلق المتصاعد حول خطط الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي مؤخراً. ومن الجدير بالذكر أن الذهب دائماً ما يُنظر إليه كتحوّط آمن في أوقات الأزمات الاقتصادية والاضطرابات السياسية، خاصة عند انخفاض العوائد في القطاعات المالية الأخرى نتيجة للسياسة النقدية التيسيرية.

رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على السوق

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد عن نيته فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الأفلام الأجنبية المستوردة، ما أثار اضطراباً في الأسواق العالمية، وعلى الرغم من أن آليات تنفيذ هذا القرار لم تُحدد بعد، إلا أن ذلك قد أسهم في زيادة إقبال المستثمرين على حيازة الذهب، كما أشار ترامب إلى دراسة فرض ضرائب إضافية على الأدوية المستوردة خلال الأسابيع المقبلة، هذه التحركات تأتي بالتزامن مع تقييم المستثمرين للتأثير المحتمل لقرارات ترامب على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ما يدفع بشدة تجاه المعادن النفيسة كخيارات استثمارية آمنة.

سياسة الفائدة وتأثيراتها على أسعار الذهب

يترقب الجميع إعلان الفيدرالي الأمريكي قراره بشأن معدلات الفائدة خلال اجتماعه هذا الأسبوع، وتشير التوقعات إلى إمكانية إبقاء سعر الفائدة في مستوياته الحالية والتي تتراوح بين 4.25% و4.50%، كما يبحث المستثمرون بدقة عن الإشارات التي قد تصدر عن رئيسه جيروم باول بخصوص المسار المستقبلي للسياسة النقدية، الجدير بالذكر أن خفض معدلات الفائدة يدعم بشكل كبير أداء الذهب كونه يقلل من عوائد الأصول الأخرى التي تُدرّ الفائدة، وبالتالي تزيد جاذبية الاستثمار فيه مقارنة بالخيارات الأخرى.

وفيما يخص أداء المعادن الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 1.5% لتصل إلى 32.99 دولاراً للأونصة، في حين ارتفع سعر البلاتين بنسبة 1.3% ليسجل 971.24 دولاراً، بينما لم تكن مكاسب البلاديوم بعيدة إذا ارتفع بنسبة 0.5% ليصل إلى 945.75 دولاراً، إجمالاً تعكس هذه الأرقام استمرار حالة التفاؤل في سوق المعادن الثمينة بدعم من التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية.