«قفزة مفاجئة».. أسعار الذهب ترتفع أكثر من 2% بدعم طلب صيني قوي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسبوعين الماضيين، تزامنًا مع عودة الأسواق الصينية للعمل بعد عطلة عيد العمال ومخاوف متزايدة متعلقة بالتوترات التجارية العالمية والرسوم الجمركية. جاء هذا التعزيز مدفوعًا بالطلب المكثّف من الصين، التي تعد أكبر مستهلك للذهب عالميًا، إضافة إلى تأثيرات جيوسياسية ومراقبة المستثمرين لقرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

ارتفاع أسعار الذهب بأعلى معدل منذ أسبوعين

ارتفع الذهب الفوري بنسبة 2.4% ليبلغ 3413.29 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ شهر أبريل. كما استقرت العقود الآجلة للذهب الأمريكي مسجلة ارتفاعًا قدره 3%، لتصل إلى 3422.8 دولار. تلعب الصين دورًا محوريًا في دعم هذه الزيادة الملحوظة، إذ أظهر استئناف الأعمال بعد عطلة الأعياد زيادة في عمليات شراء المعدن الثمين من قبل الشركات والمستهلكين الأفراد. هذا الارتفاع لا يعكس فقط الطلب الفردي، بل يعكس أيضًا التحركات الاستراتيجية من قبل البنوك المركزية العالمية للحد من اعتمادها على الدولار الأمريكي.

دور التوترات الاقتصادية والسياسة العالمية في تحفيز الطلب على الذهب

تعتبر أسعار الذهب مؤشرًا هامًا على حالة عدم اليقين في الأسواق المالية. في هذا السياق، ساهمت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، إضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي عن رسوم جمركية جديدة على المنتجات الدوائية والأفلام الأجنبية، في تعزيز ملاذ الذهب الآمن. هذه الإجراءات التجارية خلقت حالة من القلق بين المستثمرين، مما دفع الكثير منهم إلى اللجوء إلى الذهب كوسيلة تحوطية لحماية أصولهم من تقلبات السوق. بالإضافة إلى ذلك، استمرت الصعوبات التي يواجهها الدولار الأمريكي في الظهور، حيث أصبح الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.

أداء المعادن الأخرى مع ارتفاع أسعار الذهب

لم يكن الذهب وحده المستفيد من الزخم الأخير في الأسواق، فقد ارتفعت أسعار الفضة بمعدل 1.9% لتصل إلى 33.1 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين زيادة بنسبة 2.4% ليصل إلى 982.52 دولار. أما البلاديوم، فقد حقق ارتفاعًا بنسبة 3.1% ليبلغ 971.27 دولار. الارتفاعات المتزامنة في هذه المعادن توضح الطلب العالمي المتزايد على المعادن النفيسة في ظل اضطراب الأوضاع الاقتصادية العالمية الناتجة عن المتغيرات التجارية والسياسية.

جدول ملخص لأسعار المعادن:

يبقى السؤال المطروح بين المستثمرين حول التوجهات المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في قرارات السياسة النقدية. في ظل استمرار هذه العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، يتوقع أن تبقى أسعار الذهب في مستوياتها المرتفعة مدعومة باستراتيجيات متعددة تعتمدها البنوك والمستثمرون على حد سواء. إن الذهب والمعادن النفيسة تظل أدوات قوية للتحوط وحماية الأموال في أوقات الأزمات والتقلبات العالمية.