«صدمة كبيرة» السودان يعلن قطع العلاقات مع الإمارات ويصنّفها دولة معادية

في خطوة غير مسبوقة، أعلن السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، مع تصنيفها رسميًا كـ”دولة عدوان”، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع التي تقود نزاعًا مسلحًا في السودان. وجاء هذا التطور بعدما رفضت محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من الخرطوم ضد أبوظبي، حيث نفت الأخيرة الاتهامات ووصفتها بأنها تفتقر إلى الأدلة القانونية.

السودان يعلن قطع العلاقات مع الإمارات رسميًا

في بيان أعلنه وزير الدفاع السوداني إبراهيم ياسين، أوضح مجلس الدفاع والأمن السوداني قرار تصعيد الدبلوماسية مع الإمارات. تمثلت أهم بنود البيان في قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفارة والقنصلية السودانية من أبوظبي على الفور. يأتي القرار وسط اتهامات مباشرة للإمارات بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، والتي تقول الخرطوم إنها تستخدم أسلحة إماراتية لشن هجمات شرسة على المدن السودانية الرئيسية. كما وصف السودان هذا السلوك بأنه تهديد مباشر لأمنه وسيادته.

رد الإمارات ومحكمة العدل الدولية

من الجانب الآخر، أكدت الإمارات وأكثر من مرة براءتها من كافة التهم الموجهة ضدها. وأثناء مناقشة القضية داخل محكمة العدل الدولية، شددت أبوظبي على أنها ليست طرفًا في النزاع السوداني، مؤكدة أن الادعاءات التي رُفعت ضدها تفتقر إلى أي أسس قانونية. على الرغم من ذلك، قامت المحكمة بشطب الدعوى السودانية لعدم اكتمال الشواهد الكافية لإثبات تورط الإمارات في النزاع. في ظل هذا التوتر المتصاعد، يبدو أن الخرطوم مصممة على اتباع مسار تصعيدي رغم النفي المتكرر.

انعكاسات قطع العلاقات السودانية الإماراتية

يضع هذا التحرك السودان والإمارات على مفترق طرق في علاقاتهما الثنائية على المدى الطويل. فبينما يعتمد السودان على الدعم الخارجي للحفاظ على استقراره الداخلي، يمكن أن يؤدي تصعيده الدبلوماسي إلى تعقيد العلاقات مع حلفاء مهمين في المنطقة. من جهة أخرى، ينبئ هذا القرار بتوتر قد يمتد إلى تحالفات إقليمية أوسع، حيث تلعب كل من السودان والإمارات أدوارًا مؤثرة في المشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط وأفريقيا.

تظل تداعيات هذا القرار معلقة على كيفية تجاوب الجانب الإماراتي وردود أفعاله المستقبلية سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، مما يجعل الوضع الحالي مفتوحًا على احتمالات عديدة قد تغير الخريطة الإقليمية للعلاقة بين الدولتين في المستقبل القريب.