«مليار دولار» و«7 مسيّرات».. تقرير يكشف التكلفة الضخمة للحرب المستمرة

كشفت تقارير إعلامية أمريكية حجم التكلفة الكبيرة التي تحملتها الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد جماعة الحوثي في اليمن خلال العام الماضي، حيث تجاوزت فاتورة العمليات العسكرية حاجز المليار دولار، بما يشمل استخدام آلاف القنابل والصواريخ، وإسقاط طائرات مسيّرة ومقاتلتين، مما أثار تساؤلات حول جدوى الاستمرار في هذه الحملة العسكرية وجدواها الاستراتيجية.

التكلفة الاقتصادية للحرب الأمريكية ضد الحوثيين

بلغت تكلفة الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن ما يزيد عن مليار دولار، وفقًا لتقرير نشرته شبكة NBC News، حيث تم تنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق تضمنت استخدام نحو ألفي قنبلة وصاروخ بتكلفة تجاوزت 775 مليون دولار، في حين واجهت القوات العسكرية الأمريكية خسائر كبيرة بإسقاط 7 طائرات مسيّرة وغرق مقاتلتين خلال العمليات؛ مما يعكس حجم الاستنزاف الكبير لقدرات الجيش الأمريكي

ترى الإدارة الأمريكية أن التكلفة المرتفعة للحملة قد أسهمت في التأثير على المخزون الحربي المستدام، خاصة في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية في مناطق أخرى حول العالم، مما دفع الإدارة السابقة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، واللاحقة لاتخاذ خيارات أكثر تقشفية حول مواصلة الحملة ضد الحوثيين من عدمه

دور الطائرات المسيّرة في الحملة وتأثيرها

كان للطائرات المسيّرة دور حاسم في الحملة الأمريكية، حيث تم استخدامها بشكل مكثف لتقييم نتائج الضربات وتوفير معلومات استخبارية، ومع ذلك، كان الحوثيون يعتمدون على تقنيات أسقطوا بها عدداً كبيراً من هذه الطائرات، مما زاد غموض نتائج الضربات الجوية الأمريكية، ووفقاً لتصريحات مسؤول أمريكي، فإن غياب القوات على الأرض اليمنية قد صعّب من عملية قياس مدى فعالية الغارات الجوية ومدى تحقيق الأهداف المنشودة، مشيراً إلى أن هذه التحديات دفعت نحو إعادة النظر في استراتيجيات القوات الأمريكية

اتفاق وقف الغارات بين واشنطن والحوثيين

أعلنت سلطنة عمان مؤخراً التوصل إلى اتفاق بين الجماعات الحوثية والولايات المتحدة يتضمن وقف الغارات الأمريكية مقابل تعليق الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر، وقد رحب الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بهذا الاتفاق، معتبراً أنه خطوة أولى نحو إنهاء النزاع، حيث قال إن الجماعة أكدت عدم رغبتها في القتال، وأمر بوقف الهجمات فوراً، في خطوة تُظهر تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه المشهد اليمني.

إن هذه الحملة العسكرية تمثل نموذجاً للتحديات التي تواجه الدول الكبرى عند الدخول في نزاعات مع جماعات غير تقليدية، حيث تجمع بين التكلفة الباهظة، والصعوبات اللوجستية، والآثار السياسية، ما يجعل إعادة التقييم استراتيجية هامة للمستقبل.