«انخفاض مفاجئ».. الذهب يتراجع محلياً رغم مكاسبه الأسبوعية على المستوى العالمي

تراجعت أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية على الرغم من ارتفاع سعر الأوقية عالمياً بنسبة 2.6% خلال الأسبوع الماضي نتيجة التوترات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين الاقتصادي، ويأتي ذلك تزامناً مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، الأمر الذي انعكس في انخفاض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى مستوى 4720 جنيهاً، وفقاً لتقرير صادر عن منصة “آي صاغة”.

تحليل أسعار الذهب عيار 21 وتأثير الأوقية عالمياً

شهدت أسعار الذهب عيار 21 انخفاضاً ملحوظاً اليوم مقارنة بأسعار الأمس، حيث سجل جرام الذهب 4720 جنيهاً بعد تراجع سعره بقيمة 10 جنيهات، بينما أغلقت الأوقية تعاملات الأسبوع عند مستوى 3325 دولاراً، محققة ارتفاعاً قدره 84 دولاراً خلال الأسبوع، وهذا الارتفاع في الأوقية العالمية يرجع إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة.
ومن المثير للاهتمام أن السوق المحلي تأثر بشكل مختلف عن السوق العالمي، حيث ساهم الركود المحلي وتراجع القوة الشرائية للسوق المحلية بعد المبيعات الكبيرة قبيل عيد الأضحى في استمرار هدوء حركة البيع والشراء، وهو ما يعكس ضعف ارتباط السوق الداخلي بالمتغيرات العالمية رغم استقرار سعر الصرف نسبياً.

أسعار الذهب في مصر وأهم العوامل المحددة

تنوعت أسعار الذهب في السوق المصري اليوم، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 حوالي 5394 جنيهاً، بينما حقق عيار 18 4046 جنيهاً، وبلغ عيار 14 نحو 3147 جنيهاً، وسجل سعر الجنيه الذهب 37753 جنيهاً، ولعبت عدة عوامل دوراً في تحديد هذه الأسعار أبرزها سعر صرف الدولار والأوضاع الاقتصادية المحلية إلى جانب تطورات الأسواق العالمية، كما أن استمرار تصاعد التوتر بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى الصراعات الإقليمية ساهم بشكل غير مباشر في التأثير على حركة الذهب عالمياً وبالتالي على السوق المحلي.
وبالإضافة إلى ذلك، تقرير مجلس الذهب العالمي أشار إلى استمرار بعض الدول مثل الصين وبولندا في تعزيز احتياطاتها من الذهب، وهو ما يعكس استمرار النظرة الإيجابية تجاه الذهب كملاذ آمن ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية.

توقعات أسعار الذهب في ظل المتغيرات الاقتصادية

وفقاً لتقارير الخبراء، من المتوقع أن تظل أسعار الذهب في حالة من الصعود خلال الفترات القادمة متأثرة بشكل رئيسي بحالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية، ويشمل ذلك قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المحتملة لخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يدفع المستثمرين إلى الذهب كخيار أكثر أماناً، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية والسياسات التجارية الجديدة وفرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة على الصين، مما يسهم في التأثير على معدلات التضخم العالمية ومن ثم على أداء الذهب.
في النهاية، يبقى الذهب أحد أهم أدوات التحوط التي يلجأ إليها المستثمرون في مواجهة الأزمات، ومع استمرار التطورات الاقتصادية الأخيرة، سيظل الذهب مرآة تعكس حالة عدم الاستقرار المتزايدة في الأسواق الدولية.