«تزاحم كبير» الأمريكيون يندفعون لبيع الذهب مع ارتفاع قياسي للأسعار

يشهد سوق الذهب في الولايات المتحدة ازدهارًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث تعاظمت معدلات إذابة الذهب وبيعه بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره العالمية، ويقود هذا التوجه القلق الاقتصادي المتزايد عالميًا واضطراب الأسواق المالية، مما دفع العديد من مقتني المجوهرات إلى الاستفادة من هذا الارتفاع لتحقيق أرباح مالية سريعة أو لحماية مدخراتهم من التقلبات الاقتصادية.

ارتفاع أسعار الذهب وأثره على مركز سانت فنسنت

تعتبر أسعار الذهب اليوم في مستويات قياسية دفعت مئات الآلاف من الدولارات في شكل مجوهرات وذهب إلى أكبر مركز لتجارة المجوهرات بالولايات المتحدة، وهو مركز سانت فنسنت بمدينة لوس أنجلوس، حيث ارتفع الإقبال بشكل غير مسبوق وفقًا لما ذكره تقرير وكالة “أسوشيتد برس”، ويشمل هذا المركز العديد من الصاغة ومعالجي الذهب وخبراء المعادن، الذين أكّدوا أنهم لم يشهدوا مثيلًا لهذا الزخم في عدد العملاء
صرّح سباشدين هيرنانديز من شركة “إيه أند إم” للمعادن الثمينة أن المشاهير ومغني الراب باتوا من بين أبرز العملاء الذين يذيبون قطعهم الذهبية الكبيرة، مضيفًا أن الكثير من الناس يعيدون تدوير مقتنيات أجدادهم، مما يُظهر كيف انتهز الجميع فرصة ارتفاع أسعار الذهب لتحقيق استفادة مالية فورية، وخلال تلك الفترة أصبحت كميات هائلة من المجوهرات تذوب يوميًا في إطار هذا النشاط المتسارع.

العوامل الاقتصادية المؤدية إلى ارتفاع الطلب على الذهب

شهد سوق الذهب هذا الازدهار بالتزامن مع عوامل عدة أبرزها تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية، والتي أشعلت اضطرابات اقتصادية في الأسواق المالية، ارتفاع أسعار الذهب عالميًا جعل من هذه السلعة خيارًا مثاليًا للادخار في نظر الكثير من الأمريكيين الذين اتجهوا لتخزين الذهب بدلاً من المخاطرة بأموالهم في الأسهم المتقلبة، أما الآخرون فقد استغلوا الفرصة لبيع مجوهراتهم والاستفادة من العائد المالي الفوري
وفي ظل هذا الطلب المتزايد، تسابقت الشركات الكبرى مثل “ستيفكو كاش فور جولد” لتلبية هذا الإقبال، حيث أصبحت حركة المنتجات قوية جدًا، إذ ترتفع وتيرة خروج ودخول شحنات الذهب يوميًا، مما يعكس ديناميكية السوق في هذه الفترة الحيوية.

التحديات التي تواجه تجّار المجوهرات

لا تقتصر الآثار الجانبية لارتفاع أسعار الذهب على الإيجابيات فحسب، حيث يعاني بعض تجّار المجوهرات وخاصة مستوردي المنتجات مثل المجوهرات القادمة من إيطاليا وتركيا والصين من تحديات متعددة، مثل زيادة الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف المواد الخام، مما أدى إلى تقليص هوامش أرباحهم بشكل كبير، هؤلاء التجار يواجهون تراجعًا في الطلب على منتجاتهم وزيادة صعوبة المنافسة أمام الإقبال المتسارع على القطع الذهبية الصافية
تُظهر البيانات أن الشركات المتوسطة والصغيرة هي الأكثر تأثرًا بهذه التحديات، مما يضعها أمام خيارات صعبة تشمل ضرورة تعديل استراتيجياتها التسويقية أو حتى الخروج من السوق.