«انفراجة كبرى».. الذهب يتأرجح تحت ضغط صفقة التعريفات المنتظرة!

شهدت أسعار الذهب تراجعًا دراماتيكيًا في بداية تعاملات اليوم الاثنين، حيث هبط سعر الأونصة بأكثر من 2% قبل أن تقلص تلك الخسائر تدريجيًا، يأتي هذا الانخفاض في ظل تطورات عالمية مرتبطة بالمحادثات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين والتي ينتظرها المستثمرون باعتبارها خطوة حاسمة لوأد الحرب التجارية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمي وشهية المخاطرة.

أسعار الذهب اليوم

تراجعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية صباح اليوم بشكل ملحوظ، حيث بلغ سعر الأونصة 3280 دولارًا، مسجلًا هبوطًا نسبته 1.3%، مقارنة بسعر الإغلاق السابق، ووصل أقل سعر للأونصة خلال اليوم إلى 3259 دولارًا، بحركة انخفاض تجاوزت 240 دولارًا عن أعلى مستوياتها التاريخية البالغة 3500 دولار للأونصة، كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة، لتسليم شهر يونيو، بحوالي 1.8%، حيث استقرت عند مستوى 3284 دولارًا للأونصة، وهو ما يُظهر فقدانها ما يقارب 60 دولارًا عن السعر السابق لها.
هذه التراجعات تأتي في وقت حساس للغاية للأسواق العالمية، إذ تُثار التوقعات حول صفقة تجارية وشيكة بين أميركا والصين، ومع ذلك يبقى الشعور بالخوف والحذر مسيطرًا على المستثمرين وسط غموض المشهد الاقتصادي والسياسي.

أثر الحرب التجارية على أسعار الذهب

تميزت المرحلة الحالية من السوق العالمية بتقلب كبير نتيجة تداعيات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ أدت هذه الحرب إلى اضطراب الأسواق بشكل كبير، ما دفع بالمستثمرين إلى الاعتماد على الذهب كملاذ آمن يقي من تقلبات السوق، ومع إعلان قرب انتهاء المحادثات التجارية بنجاح متوقع، بدأ المستثمرون في الابتعاد عن الذهب لصالح الأصول الخطرة كالأسهم والعملات ذات العائد المرتفع، هذا التحوّل في التوجه الاستثماري شكل ضغطًا سلبيًا على أسعار الذهب ودفعها للهبوط.
مع ذلك، يحافظ الذهب على قوته كملاذ مفضل في أوقات الشكوك الاقتصادية والسياسية، وكان قد ارتفع بنسبة تتجاوز 25% منذ بداية العام نتيجة استمرار الأزمة التجارية وضبابية الموقف الاقتصادي العالمي.

توقعات أسعار الذهب في المستقبل

تتجه الأنظار الآن نحو الإعلان التاريخي المنتظر بشأن الحرب التجارية، حيث أكد مسؤولون من الولايات المتحدة والصين أن هناك تقدمًا ملموسًا في المحادثات، وهو ما قد يؤدي إلى دعم العملات العالمية بشكل كبير وتهدئة الأجواء الاقتصادية، من المتوقع أن يؤثر إتمام اتفاقية بين واشنطن وبكين بشكل كبير على الطلب على الذهب، وقد يؤدي ذلك إلى استمرار الضغط الهبوطي على المعدن الأصفر.
على الرغم من هذه التطورات، يبقى للذهب دور حيوي في النظام الاقتصادي العالمي، حيث يعتبر حائط الأمان الأول في مواجهة أي أزمات سواء كانت سياسية أو اقتصادية، ومع احتمال ظهور توترات جيوسياسية أخرى أو تأجيل تنفيذ الصفقة التجارية، فإنه من المرجح أن يظل الذهب ضمن دائرة الاهتمام لدى المستثمرين لفترة طويلة قادمة.