«انهيار تاريخي» لأسعار الذهب عالميًا وسط أجواء تفاؤل تجاري كبير

تراجعت أسعار الذهب بشكل مفاجئ خلال تعاملات اليوم الاثنين، في ظل التقلبات الدولية والأنباء الإيجابية حول تطورات الصراعات التجارية والجيوسياسية. شهدت الأسواق تحركات كبيرة متأثرة بهذه الأحداث، حيث انخفض سعر أونصة الذهب إلى 3210 دولارات، بينما هبط سعر غرام الذهب في السوق التركية إلى 4005 ليرات تركية، مما انعكس على أسواق الذهب العالمية والمحلية.

الذهب يتأثر بالاتفاق الأمريكي الصيني وتحسن العلاقات الدولية

ساهمت العديد من التطورات الإيجابية في تراجع قيمة الذهب بشكل ملحوظ. حيث جاء الإعلان عن اتفاق مؤقت بين الولايات المتحدة والصين لخفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا بمثابة عامل محفز للأسواق، حيث أنهى هذا الاتفاق بعض التوترات المرتبطة بالحروب التجارية التي أضعفت الاقتصاد العالمي. كذلك، أدى إعلان وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، وزيادة احتمالات تهدئة الصراع الروسي الأوكراني، إلى تعزيز شهية المستثمرين نحو الأصول الأكثر خطورة؛ مما قلل من الطلب على الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا.

وفي أسواق الأسهم العالمية، انعكس هذا التفاؤل على أداء المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفعت الأسواق الأمريكية في التعاملات الآجلة بنسبة تراوحت بين 3-4%. كذلك، حققت الأسواق الأوروبية والآسيوية مستويات إيجابية، مما يؤكد تحول الأنظار نحو الاستثمارات ذات المخاطر المعتدلة.

تحذيرات استثمارية بشأن مستقبل أسعار الذهب

رغم تراجع أسعار الذهب وتلاشي بعض المخاوف الاقتصادية، حذرت شركات استثمارية من الإفراط في التفاؤل بشأن هذه المستجدات. ففي تقرير صادر عن شركة Tacirler Yatırım، أكد المحللون أن الاتفاقات التجارية الجديدة قد تخفف من حدة الصراعات لكنه سيكون من الصعب العودة إلى الظروف الاقتصادية قبل الأزمة. ما تزال هناك تحديات اقتصادية كضغوط التضخم ومخاطر التباطؤ العالمي، مما قد يعيد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الفترة المقبلة.

من جهة أخرى، أشار محللو İnfo Yatırım إلى أن انخفاض الذهب يمكن أن يتوقف في حال استمرت هذه التطورات الإيجابية. لكنهم حذروا من أن كسر مستوى الدعم الحالي عند 3200 دولار للأونصة قد يؤدي إلى مزيد من عمليات البيع، مما سيزيد الضغط السلبي على الأسعار ويؤدي إلى تحركات أكثر حدة في الأسواق الذهبية.

صعود الدولار وتراجع الذهب: العلاقة المتبادلة

بالتزامن مع انخفاض أسعار الذهب، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 1.5% ليصل إلى مستوى 101.85، وهو أعلى مستوى شهري له. يعكس صعود الدولار زيادة الطلب عليه كأصل آمن بديل في الوقت الذي تواجه فيه الأسواق تقلبات ناتجة عن الأحداث العالمية الأخيرة، مما ساعد في تقليل جاذبية الذهب كخيار استثماري تقليدي.

في ظل هذه التحركات، يبقى الذهب حساسًا للغاية للتطورات الدولية والاقتصادية. وبينما يعزز تخفيف الصراعات التوقعات بنمو اقتصادي عالمي متجدد، إلا أن الانتباه للمخاطر المحتملة والحذر من الاندفاع في القرارات الاستثمارية يبقى أمرًا بالغ الأهمية. تسلط هذه التطورات الضوء على أهمية المرونة في الاستراتيجيات الاستثمارية وسط تقلبات الأسواق القائمة والمتوقعة.