«قفزة تاريخية» لأسعار الأسهم مع «انخفاض كبير» في الذهب ومؤشر القلق يرتفع

يمثل الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والصين بارقة أمل في عالم الاقتصاد والاستثمار، حيث شهدت الأسواق المالية العالمية انتعاشًا واضحًا. ويبدو أن المستثمرين فضلوا التوجه نحو الأصول عالية المخاطر كالأوراق المالية والأسهم، مبتعدين مؤقتًا عن الأصول الآمنة كالمعادن الثمينة مثل الذهب، مما يعكس أثر هذا الاتفاق على تقلبات الأسواق وتوجهاتها.

تأثير الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني على أسواق المال العالمية

الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين أعطى دفعة قوية للأسواق المالية، وأعاد ثقة المستثمرين بقدرة الاقتصاد العالمي على التعافي. بورصة وول ستريت الأمريكية شهدت ارتفاعات قياسية في المؤشرات الرئيسية، مثل مؤشر داو جونز الذي قفز بمقدار 912.05 نقطة بنسبة 2.21 في المائة ليصل إلى 42161.43 نقطة. كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 زيادة بنسبة 2.38 في المائة، مما يعكس أن تداعيات الاتفاق تمتد إلى مختلف القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا والطاقة. الفوائد لم تقف عند الأسهم فقط، بل تأثرت حتى العقود الآجلة للنفط التي ارتفعت بنسبة 3.18 في المائة لتصل إلى سعر 62.96 دولار للبرميل.

تراجع الذهب وصعود أسواق الأسهم بفضل الاتفاق

في المقابل، تأثرت أصول الملاذ الآمن مثل الذهب بشكل لافت. انخفضت أسعار الذهب بشكل كبير، حيث تراجعت العقود الآجلة بمقدار 106.50 دولار لتسجل 3237.50 دولار للأوقية، مما يشير إلى أن المستثمرين باتوا أكثر استعدادًا للمخاطرة. من جهة أخرى، مؤشر الخوف (VIX)، المقياس الأساسي للتقلبات في الأسواق، شهد انخفاضًا حادًا بنسبة 12.92 في المائة، ليسجل مستوى 19.07 نقطة، مما يوضح الهدوء النسبي الذي ساد الأسواق بعد فترة من التوترات.

آفاق مستقبلية للعلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين

الاتفاقية الأمريكية الصينية تضمنت تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة، حيث خفضت واشنطن الرسم الجمركي على الواردات الصينية من 145 في المائة إلى 30 في المائة على مدى 90 يومًا، بينما اعتمدت بكين إجراءً مماثلًا بخفض الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 10 في المائة. هذا التقدم يعزز التفاؤل الاقتصادي ويفتح المجال لإعادة بناء العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين، مما يمنح الشركات والمستثمرين المزيد من الاستقرار على المدى القصير والمتوسط.

التطورات الأخيرة في الاتفاقية التجارية بين واشنطن وبكين تبرز توجهًا إيجابيًا للأسواق المالية العالمية، مع احتمالات تحقيق مكاسب طويلة الأجل، مما يوفر فرصًا أكبر للاستثمارات والنمو الاقتصادي.