«الذهب ينهار» والدولار يرتفع بقوة بعد الاتفاق الصيني الأمريكي الأخير

شهدت أسواق الذهب انخفاضًا كبيرًا نتيجة التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية العالمية، حيث أدى التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة التوترات العالمية وتخفيف حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما أسفر عن تراجع ملحوظ في أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وسط صعود الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

تأثير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

أسفرت المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عن اتفاق يقضي بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين بشكل ملحوظ لمدة 90 يومًا، ما يُمثل انفراجة كبيرة في مسار التوترات التجارية طويلة الأمد التي أثرت على الاقتصاد العالمي، وبموجب هذا الاتفاق، توقفت الرسوم الانتقامية بين الطرفين باستثناء نسبة 10% منها، مما ساهم في تعزيز الثقة الاقتصادية العالمية وتحقيق استقرار جزئي للأسواق.
تزامن الاتفاق مع هبوط أسعار الذهب بشكل ملحوظ، حيث أوضح التقرير انخفاض سعر الذهب الفوري بـ3% ليبلغ 3,223.34 دولارًا للأوقية، كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 3.4% لتصل إلى 3,2120.70 دولارًا للأوقية، في حين تأثرت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين بانخفاضات متباينة.

دور الدولار في تراجع أسعار الذهب والمعادن النفيسة

تزامن انخفاض أسعار الذهب مع صعود الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية، حيث ساهمت السياسات الأمريكية والاتفاق التجاري مع الصين في تعزيز العملة الأمريكية، مما خلق ضغطًا سلبيًا على المعدن الأصفر وباقي المعادن النفيسة، وبلغ زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني مستوى 147.50 بارتفاع قدره 1.5% خلال نفس الفترة، ما يلقي بثقله على أسعار الأصول المقومة بالدولار مثل الذهب.
وفي سياق مشابه، تراجعت العملات الأوروبية أيضًا أمام الدولار، حيث انخفض اليورو بأكثر من 1% ليصل إلى 1.1120، في حين هبط الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8% ليبلغ 1.3200، مما أضاف مزيدًا من الضغوط على أسواق الذهب والمعادن الأخرى.

إعادة التوازن للأسواق العالمية ودروس مستفادة

على الرغم من أن التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ساهمت في تهدئة التوترات الاقتصادية العالمية، إلا أن آثارها على أسعار الذهب وغيرها من الأصول الاستثمارية تبرز أهمية التفاعلات الاقتصادية الدولية، ويُعد الاتفاق الأخير إشرافًا على توجه أكثر تعاونًا بين القوى الاقتصادية الكبرى، ما يثمر عن استقرار السوق تدريجيًا.
كذلك تُشير التغيرات في أسعار الذهب والعملات إلى أن المستثمرين يتجهون بشكل ملحوظ إلى الدولار كملاذ آمن، مما يُظهر تأثير السياسة التجارية على تقلبات الأسواق العالمية، وتبرز هذه التطورات أهمية متابعة الأخبار الاقتصادية وتأثيرها السريع والمباشر على الأسواق للاستفادة من الفرص الاستثمارية وتحقيق أعلى درجات الاستقرار المالي.