«تعافٍ محدود».. الذهب يستعيد توازنه بعد هبوط لأدنى مستوى في أسبوع

شهدت أسعار الذهب اليوم استقراراً ملحوظاً بعد تقلبات حادة مؤخراً بفعل التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث لجأ المستثمرون إلى هذا المعدن الثمين مجدداً باعتباره ملاذاً آمناً. جاءت هذه التغيرات عقب إعلان هدنة اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، مما خفّف التوترات التجارية العالمية، وأدى إلى إقبال أكبر على الأصول الأكثر أماناً كالذهب والفضة.

تعافي أسعار الذهب وتوجهات المستثمرين

ارتفعت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.5% لتصل إلى 3250.50 دولار للأوقية، مما يعكس طلباً متزايداً على المعدن النفيس بعد انخفاض سابق بنسبة 2.7% في جلسة التداول الماضية، كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.9% لتبلغ 3255.30 دولار. هذا التعافي يُمكن تفسيره بعمليات شراء قوية عند المستويات الحالية، حيث ينظر المستثمرون إلى الذهب كخيار أقل خطراً في ظل التوترات الاقتصادية العالمية. وفقاً لتصريحات تيم ووترر، محلل السوق البارز، فإن استقرار الدولار الأمريكي أدى إلى ارتفاع طفيف في أسعار الذهب.

أثر الهدنة التجارية على الذهب

أدت الهدنة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم، بعد الإعلان عن تخفيضات كبيرة في الرسوم الجمركية لصالح الطرفين. تراجعت الرسوم الأمريكية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، بينما خفضت الصين الرسوم على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%. هذه التحسينات دفعت إلى انتعاش أسواق الأسهم العالمية ومع ذلك، ظل الذهب وجهةً مفضلةً للمستثمرين الذين يفضلون تأمين أموالهم في ظل التغيرات الاقتصادية المفاجئة.

الذهب وأسعار الفائدة الأمريكية

تراقب الأسواق تقرير مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة للحصول على إشارات حول سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية بشأن أسعار الفائدة، حيث تتوقع الأسواق خفض الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس خلال الفترة المقبلة. من جهتها، أكدت أدريانا كوغلر، محافظة الاحتياطي الفيدرالي، أن تعليق الرسوم الجمركية يُقلل من احتمالية الحاجة إلى خفض أكبر في الفائدة، وهو ما قد يؤثر على أداء الدولار الأمريكي ويمنح الذهب زخماً إضافياً. يزدهر الذهب عادة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، مما يدعم قيمته كملاذ اقتصادي آمن خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

من جانب آخر، أشار بنك «سيتي» إلى احتمال استقرار الذهب في المدى القريب ضمن نطاق يتراوح بين 3000 و3300 دولار، حيث قام بتخفيض السعر المستهدف للأوقية إلى 3150 دولاراً مقارنة بالتوقعات السابقة. وشهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضاً زيادات متفاوتة، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.3% إلى 33.02 دولار للأوقية، والبلاتين بنسبة 1.1%، والبلاديوم بنسبة 0.2%. يعد هذا التغير المستمر في أسعار المعادن النفيسة مؤشراً على استمرار التوترات الاقتصادية العالمية.