«انخفاض ملحوظ» في أسعار الذهب مع انحسار التوتر بين الصين وأمريكا

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً طفيفاً صباح الأربعاء، وسط تراجع المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أدى ذلك إلى ضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع تركيز المستثمرين على البيانات الجديدة المتعلقة بالتضخم، تتجه الأنظار إلى قراءة شاملة لمسار السياسة النقدية التي سيتبعها الاحتياطي الفيدرالي، وتأثيرها على أسواق الذهب والدولار.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

تراجعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.1 بالمئة لتصل إلى 3,246.21 دولار للأونصة، وفقاً للبيانات المسجلة عند الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش. وعلى الرغم من هذا التراجع، شهدت العقود الآجلة للذهب ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 بالمئة لتصل إلى 3,250.50 دولار للأونصة. يعكس هذا التحرك التذبذب المستمر في أسعار الذهب نتيجة لتأثر الأسواق المالية بالتغييرات الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية العالمية، لا سيما ما يتعلق بالمفاوضات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين، الولايات المتحدة والصين.

التصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة وتأثيره على الذهب

في خطوة جديدة تهدف إلى تخفيف التصعيد في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أصدر البيت الأبيض أمراً تنفيذياً لخفض رسوم «دي مينيميس» على الشحنات منخفضة القيمة القادمة من الصين إلى 30 بالمئة. هذه الخطوة تعكس استراتيجية لتخفيف الأوضاع الاقتصادية المتوترة. من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يتوقع عودة الرسوم الجمركية إلى مستويات مرتفعة جداً بعد انتهاء فترة التجميد الحالية التي تستمر لمدة 90 يوماً، مما يشير إلى وجود احتمالية للتوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة بين الجانبين.

دور التضخم الأمريكي في تشكيل توجهات السياسة النقدية

أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.2 بالمئة خلال شهر أبريل، وهو أقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.3 بالمئة. ويأتي ذلك بعد تراجع بنسبة 0.1 بالمئة في مارس، مما يعكس استقرار مستويات التضخم مقارنةً بالفترة السابقة. ومع ذلك، يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس لمعرفة المزيد حول اتجاهات التضخم المستقبلية وتأثيرها على سياسات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث تشير التوقعات إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 53 نقطة أساس مع بداية شهر سبتمبر.

خلال هذا الأسبوع، تصاعدت الدعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، مشيراً إلى أن التكاليف المرتبطة بالمواد الغذائية والبنزين انخفضت في الفترة الأخيرة، مما يمهد لخيار مراجعة السياسات النقدية لضمان استقرار الاقتصاد الأميركي وفقًا للقطاع الاستثماري والتجاري. يعكس ذلك أهمية سياسات الفائدة في دعم الأسواق وتعزيز ثقة المتداولين في الأصول المختلفة، خاصة مع تقلبات أسواق الذهب والدولار.