الأتوبيس الترددي BRT: أبرز تفاصيل ومعلومات المرحلة الأولى من المشروع

يُعد مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) حول القاهرة الكبرى مبادرة حيوية لتحسين منظومة النقل العام في مصر، حيث أطلقت وزارة النقل هذا المشروع ليكون نقلة نوعية في وسائل النقل الجماعي الحضاري، بفضل مراحله الثلاث التي تمتد على طول الطريق الدائري، حيث يدمج المشروع التحديث التقني مع الحفاظ على البيئة وتحقيق الانسياب المروري لخدمة ملايين الركاب.

تفاصيل المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT

تشمل المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT نحو 14 محطة موزعة على طول 35 كيلومترًا، من تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وصولًا إلى محطة أكاديمية الشرطة، حيث تخدم هذه المحطات مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل بهتيم، مسطرد، المرج، السلام، وأكاديمية الشرطة، مما يساهم في تخفيف الازدحام المروري ويوفر وسيلة نقل جماعي حضارية بديلة للسيارات الخاصة.

وتضم قائمة المحطات البارزة محطة الإسكندرية الزراعي التي تم تجهيزها بنفق مشاة ومحطة عدلي منصور التي تعد مركزًا متكاملًا لربط الأتوبيس الترددي مع مترو الأنفاق والخط الكهربائي الخفيف (LRT)، تسعى هذه المرحلة لتحقيق أثر إيجابي فوري على التنقل اليومي وتحسين جودة الهواء من خلال استخدام أتوبيسات كهربائية صديقة للبيئة.

مواصفات خدمة التشغيل في مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT

يتميز مشروع الأتوبيس الترددي BRT ببنية تحتية متقدمة لتلبية الاحتياجات اليومية للركاب، حيث يتم تشغيل 100 أتوبيس كهربائي مكيف خلال المرحلتين الأولى والثانية، بسعة تبلغ 66 راكبًا لكل أتوبيس، ما يعادل قدرة خمسة ميكروباصات تقليدية، كما يصل زمن التقاطر بين الأتوبيسات إلى دقيقة ونصف في أوقات الذروة، مما يعزز كفاءة التنقل وتقليل فترة الانتظار للركاب.

أما من ناحية الأثر البيئي، فإن الأتوبيسات الكهربائية المستخدمة تُصنَّع بالكامل محليًا وفق توجيهات الدولة بتوطين الصناعة، مما يبرز التزام مصر بمواكبة أفضل الممارسات العالمية في النقل الحضري المستدام وتحقيق نقلة نوعية في استخدام الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الضارة.

أهداف مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT وتأثيره المستقبلي

يسعى مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تدعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، ومن أبرز هذه الأهداف تحسين الربط بين شرق القاهرة وغربها عبر الطريق الدائري، وتوفير وسائل نقل جماعي حديثة تخفف الاعتماد على السيارات الخاصة؛ مما يقلل مستوى الازدحام ويساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.

كما يشكل المشروع جزءًا من شبكة متكاملة تضم وسائل نقل أخرى مثل مترو الأنفاق والخط الكهربائي الخفيف والقطار الكهربائي السريع، مما يعزز ربط المناطق السكنية بالعاصمة الإدارية الجديدة والمراكز الحيوية الأخرى. توجه الخطط المستقبلية لرفع القدرة الاستيعابية للنقل لتخدم أكثر من 3200 راكب في الساعة في كلا الاتجاهين، مما يعزز الرفاهية ويشجع على التحول إلى وسائل النقل الذكية والآمنة.

مشروع الأتوبيس الترددي السريع يمثل خطوة شجاعة نحو بناء منظومة نقل أكثر تقدمًا واستدامةً، تخدم احتياجات المستقبل وتوفر حلولًا عملية لواحدة من أكبر التحديات الحضرية في مصر: حركة المرور وتنقل الأفراد.