الإحصاء: استهلاك القطن المصري محليًا يرتفع بنسبة 98% خلال عام واحد

يشهد القطن المصري طلبًا متزايدًا على الصعيد المحلي خلال الموسم الزراعي 2023/2024، حيث أظهرت النشرة السنوية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قفزة كبيرة في معدلات الاستهلاك المحلي بنسبة 98%، مما يعكس أهمية القطن كركيزة أساسية في الصناعات النسجية المحلية. بالإضافة إلى ذلك، سجل التقرير تحولات مختلفة في مؤشرات الإنتاج والمخزون، بجانب انخفاض طفيف في مستوى الصادرات مقارنة بالموسم السابق.

ارتفاع استهلاك القطن المصري محليًا بأنماطه المختلفة

ارتفع معدل استهلاك الأقطان المصرية محليًا ليصل إلى 107.5 ألف قنطار متري خلال موسم 2023/2024، مقارنة بـ 54.3 ألف قنطار متري في موسم 2022/2023، بزيادة تصل إلى 98%. هذا النمو يعكس الطلب الكبير على القطن المستخدم في الصناعات المحلية، مثل المنسوجات والحياكة، ويعتبر التحسن في جودة القطن المصري عاملًا رئيسيًا يساهم في زيادة الاستهلاك، حيث يعتمد القطاع الصناعي المحلّي على القطن في تعزيز الإنتاجية بجودة عالية.

تراجع صادرات القطن المصري وتأثيره على السوق العالمي

على الرغم من الزيادة الملحوظة في الاستهلاك المحلي، إلا أن صادرات القطن المصري شهدت انخفاضًا بنحو 27.7% خلال موسم 2023/2024، حيث بلغت الكمية المصدرة 1.1 مليون قنطار متري فقط، مقارنة بـ 1.5 مليون قنطار متري في الموسم السابق. يعكس هذا التراجع منافسة قوية في الأسواق العالمية، إذ يشير التقرير إلى انخفاض الطلب من الشركاء التجاريين الرئيسيين، باستثناء الهند التي ظلت المستورد الأبرز للقطن المصري. وقد استفادت الهند من استيراد 692.2 ألف قنطار متري، بما يمثل 65.5% من إجمالي صادرات القطن.

المخزون والإنتاج: تطور بسيط واستقرار في الجودة

شهد إنتاج القطن المصري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.15% ليصل إلى 2.48 مليون قنطار متري عن الموسم السابق، مع تصدر صنف “جيزة 94” كأهم صنف مزروع بإنتاج بلغ 330.6 ألف قنطار متري، ما يمثل 72.8% من إجمالي الإنتاج. أما بالنسبة للمخزون، فقد انخفض بنسبة 10% ليصل إلى 453.8 ألف قنطار متري بنهاية أغسطس 2024، مقارنة بـ 504.4 ألف قنطار متري في العام السابق. وتُظهر الإحصاءات أن محافظة الغربية تمتلك النسبة الأكبر من المخزون، حيث تخزن 125.2 ألف قنطار متري، يليها الشرقية بـ 85.9 ألف قنطار متري. القطن عالي الجودة يشكل الأغلبية بنسبة 58% من الإجمالي، مما يعكس اهتمام المنتجين بضمان جودة الإنتاج.

بهذه المؤشرات، تبرز أهمية القطن المصري كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، حيث يُسهم في دعم الصناعات المحلية من جهة، ويواجه تحديات المنافسة في التصدير من جهة أخرى. لمواصلة تعزيز مكانة القطن عالمياً، يتعين تكثيف الجهود لتحسين التسويق وتعزيز الابتكار الزراعي والغزلي لتأمين استدامة هذا القطاع الحيوي.