«مشاركة مميزة» وزيرة التخطيط تحضر الفعالية السنوية لغرفة التجارة السويسرية

تُعتبر العلاقات بين مصر وسويسرا نموذجًا متميزًا للتعاون الدولي الذي يعكس أكثر من قرن من الشراكة التجارية ودعم التنمية، حيث تُمثل سويسرا شريكًا هامًا في قطاعات اقتصادية متعددة مثل الطاقة والبنية التحتية والتحول الرقمي. وفي هذا السياق، شاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة رانيا المشاط في الفعالية السنوية لغرفة التجارة السويسرية لمناقشة سبل تعزيز هذا التعاون.

العلاقات بين مصر وسويسرا ودورها في التنمية الاقتصادية

العلاقات الاقتصادية بين مصر وسويسرا تتميز بالتكامل والشراكة الطويلة التي تجاوزت 110 أعوام من العمل المشترك، حيث ساهمت هذه العلاقات في تطوير العديد من القطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمصر. وتقوم اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الدولتين بدور محوري في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للاستثمار، وقد انعقد الاجتماع الأول لهذه اللجنة بمدينة برن، وهو ما يجعل هذا الحدث محوريًا في مسيرة التعاون المشترك.

من خلال هذا التعاون، تبنت مصر نهجًا قائمًا على تطوير البنية التحتية وتمكين القطاع الخاص، مما يعزز من جاذبية السوق المصري أمام الاستثمارات السويسرية. وتشمل الشراكة أيضًا التعاون في مجالات الطاقة المتجددة وإدارة المياه، بهدف تحسين كفاءة الموارد الطبيعية، ما يعزز بدوره التنمية الشاملة والمستدامة التي تخدم الأجيال القادمة.

تمكين المرأة: محور أساسي لرؤية التنمية المصرية

تؤمن القيادة المصرية بأهمية دور المرأة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وتنعكس هذه الرؤية في السياسات والاستراتيجيات التي تتبناها الحكومة لتمكين النساء. وتشمل استراتيجية تمكين المرأة المصرية 2030 تشجيع رائدات الأعمال وزيادة نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة، حيث أظهرت الدراسات أن سد فجوة الشمول المالي بين الجنسين قد يُسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 30%.

وقد تضاعفت نسبة الشمول المالي للنساء من 27% في عام 2016 إلى أكثر من 56% عام 2023، بفضل مبادرات التمكين والشمول المالي التي تقودها وزارة التخطيط بالتعاون مع شركاء دوليين، بما في ذلك البنك الدولي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ما أسهم في دعم آلاف النساء، خاصة في المناطق الريفية وصعيد مصر.

التعاون الدولي ومستقبل التنمية المستدامة

يسلط التعاون المشترك بين مصر وسويسرا الضوء على أهمية الدعم الدولي لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يُمثل سويسرا شريكًا رئيسيًا في تحقيق هذه الأهداف من خلال تقديم الدعم الفني والمالي لمبادرات متنوعة. ويُمثل الاجتماع المشترك بين البلدين منصة استراتيجية تهدف لاستكشاف الفرص التنموية وتعزيز الروابط بين الأسواق، مما يدفع نحو تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي ختام حديثها خلال الفعالية، أكدت وزيرة التخطيط أن تحقيق التنمية المستدامة يحتاج إلى مشاركة شاملة من جميع فئات المجتمع، مشيرة إلى أن النساء هنّ حجر الأساس لبناء اقتصاد قوي ومرن. كما أشادت بالدعم الذي تقدمه سويسرا في تمكين المرأة والشمول المالي، معتبرة أن هذه الخطوات تمثل بداية مشجعة لمزيد من التعاون المثمر الذي يهدف لتحقيق رؤية مصر 2030.