«هبوط قياسي» الذهب يتراجع لأدنى مستوى منذ 5 أسابيع قبل تصريحات باول

تراجعت أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية يوم الخميس، حيث شهد المعدن النفيس انخفاضاً ملحوظاً ليصل إلى أدنى مستوى له خلال خمسة أسابيع، ويأتي هذا التراجع نتيجة لانخفاض الطلب عليه كملاذ آمن في ظل تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. مع ذلك، يساهم التراجع في الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية في تقليل وتيرة الخسائر، حيث ينتظر المستثمرون تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وصدور بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرها على السوق

سجلت أسعار الذهب انخفاضاً بنسبة 1.8%، لتصل إلى 3,120.99 دولاراً للأونصة، وهو أدنى مستوى منذ 10 أبريل الماضي، مقابل مستوى افتتاح التعاملات عند 3,177.67 دولاراً، وشهدت الأسعار أعلى مستوى لها عند 3,192.81 دولاراً. كما أن الذهب فقد ما نسبته 2.2% في جلسة الأربعاء، وهي ثاني خسارة خلال ثلاثة أيام، حيث يعكس ذلك انخفاض الطلب على المعدن كملاذ آمن بفعل التهدئة في التوترات التجارية.

تعافي العلاقات التجارية وتأثيره على الذهب

توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية بشكل كبير ووقف التصعيد التجاري لمدة 90 يوماً، ليتم بذلك تخفيف حدة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. من جهة أخرى، يعكس هذا التحسن تحول اهتمام الأسواق نحو الاستثمار في الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، مما يقلل الطلب على الذهب الذي يُعتبر ملاذاً آمناً.

تراجع الدولار الأمريكي ودوره في دعم الذهب

شهد مؤشر الدولار انخفاضاً بنسبة 0.4% يوم الخميس، مبتعداً عن أعلى مستويات له خلال خمسة أسابيع، مما يعبر عن انخفاض قيمة العملة الأمريكية أمام العملات الرئيسية الأخرى. عندما يتراجع الدولار، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، حيث يؤدي ذلك إلى تخفيف خسائر المعدن النفيس إلى حد ما. هذه الظاهرة تنعكس بشكل أساسي في الأسواق التي تعتمد تسعير الذهب بالدولار الأمريكي.

الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الذهب

صرح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بأن البنك يحتاج إلى بيانات إضافية لتحديد توجهات الأسعار، مع الإشارة إلى أن التوقعات الحالية تتجه نحو ثبات الفائدة في المستقبل القريب. وفقاً لأدوات السوق، فإن احتمالات خفض الفائدة في يونيو ثابتة عند 8%، بينما تبلغ 37% لتخفيض الفائدة في يوليو. مع استمرار المراقبة الدقيقة للبيانات، فإن السوق يترقب توقعات جديدة تؤثر مباشرة على تسعير الذهب.

توقعات الأسعار وبيانات السوق المستقبلية

أشار خبراء السوق إلى أن مستويات 3,150 دولاراً تُعتبر نقطة ارتكاز رئيسية في مسار الذهب. إذا تم كسر هذا المستوى، فقد تهبط الأسعار إلى حوالي 3,100 دولار. تتأثر هذه التوقعات بصدور بيانات اقتصادية مثل أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصريحات جيروم باول التي يمكن أن تغير ملامح السوق الحالية بشكل كبير.

أداء صندوق SPDR وإحصاءات الذهب

إجمالاً، حيازات الذهب في صندوق SPDR ظلت مستقرة عند أدنى مستوى لها منذ 8 أبريل، مما يعكس حالة الركود النسبي في الطلب على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب. يشير ذلك إلى استمرار الحذر إزاء التعاملات في السوق مع ترقب تحولات مستقبلية محتملة.