«تراجع محدود» سعر الذهب اليوم متأثر بعطلة البورصة العالمية

شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا وسط تقلبات طفيفة في السوق المحلي خلال الفترة الأخيرة، مع تراجع بسيط في الأسعار مما دفع المحللين لمراقبة حركة الذهب كأحد أبرز وأهم الملاذات الآمنة للمستثمرين، إذ يتأثر السوق المحلي والدولي بعوامل متعددة مثل أداء الدولار، أسعار الفائدة، والإجازات العالمية التي تعيد توجيه عمليات الشراء والبيع إلى حد كبير.

أسعار الذهب اليوم

سجل الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم محليًا، حيث انخفض سعر الجرام بحوالي 15 جنيهًا مقارنة بالبداية، وعلى وجه التحديد، بلغ سعر الذهب عيار 24 نحو 5183 جنيهًا للجرام، في حين سجل عيار 21 حوالي 4535 جنيهًا، وهو النوع الأكثر تداولاً بين الأفراد، عيار 18 شهد سعرًا يقارب 3887 جنيهًا للجرام بينما استقر عيار 14 عند 3023 جنيهًا للجرام، على الجانب الآخر، بلغ الجنيه الذهب قيمة 36280 جنيهًا مما يعكس تغيرات السوق المحلي نتيجة الظروف الاقتصادية المختلفة والعوامل المؤثرة على التسعير العالمي؛ إذ تأتي هذه البيانات متزامنة مع إغلاق البورصة العالمية التي أثرت على عمق السيولة وحركة التداولات العالمية.

أداء الذهب عالميًا

على الساحة العالمية، شهد الذهب انخفاضًا ملموسًا بنسبة تجاوزت 3.6% خلال الأسبوع الماضي، مسجلاً بذلك أسوأ أداء أسبوعي منذ نهاية عام 2023، كانت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في هدنة مؤقتة قد تسببت في تهدئة الشراء المكثف على المعدن النفيس ورفعت من شهيّة الأسواق لتحمل المزيد من المخاطرة، وصلت أونصة الذهب إلى مستوى 3204 دولارات بنهاية الأسبوع بعد أن كانت عند 3325 دولارًا بداية التداولات، من بين العوامل المؤثرة كان هناك صعود ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى ارتفاع العائد على السندات الأمريكية، وهو ما يولد علاقة عكسية مباشرة بين الذهب والعملات الأجنبية مثل الدولار.

عوامل تدعم أسعار الذهب عالميًا

على الرغم من التراجعات الأخيرة، توجد مجموعة من العوامل المتواصلة لدعم الذهب والتي تشمل الطلب المرتفع من البنوك المركزية، خاصة في آسيا، حيث قامت الصين برفع احتياطاتها الذهبية للمرة السادسة على التوالي وفقًا لما أعلنته تقارير مجلس الذهب العالمي، سجل الصينيون تدفقات متزايدة نحو صناديق الذهب المتداولة، وهذا يعكس استمرار الطلب القوي في وقت يعاد فيه توزيع الثروة العالمية نحو الأصول الثابتة، هناك كذلك اهتمام دائم من المستثمرين والمضاربين على شراء العقود الآجلة للذهب وذلك نتيجة للتحديات الجيوسياسية المتصاعدة والتي تجعل المستثمرين يبحثون عن استثمارات أقل خطورة.

العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المؤثرة

أعلن الرئيس الأمريكي مؤخرًا عن إمكانية الوصول إلى صيغة متفق عليها مع إيران فيما يخص الملف النووي، الأمر الذي ساهم في تهدئة مخاوف الأسواق العالمية وتقليل حاجة المستثمرين للجوء إلى الأصول الآمنة كالذهب، مع ذلك، لا يزال الذهب يحتفظ بموقعه كملاذ آمن حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 22% منذ بداية العام الماضي، بينما شهدت ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 27% خلال 2024، تعكس هذه الأرقام الظروف الاقتصادية غير المستقرة والتوقعات بعدم الاستقرار الجيوسياسي المتوالي، ويتوقع المحللون استمرار حركة الذهب تحت تأثير هذه العوامل الرئيسية بحيث تُحدث تغيرات وتقلبات قريبة في الأسعار.