«تحليل جديد» تقرير المضاربين الأسبوعي يكشف اتجاهات السوق والمؤشرات المهمة

شهدت الأسواق المالية تطورًا جديدًا مع إعلان هدنة تجارية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين تمتد لـ90 يومًا، مما أدى إلى انعكاسات واضحة على مؤشرات الأسهم وأسواق السندات والسلع، كما حقق الدولار الأمريكي مكاسب قوية أمام العملات الرئيسية، مدعومًا بارتفاع عوائد السندات الأمريكية، ومع ذلك، تشير بيانات العقود الآجلة إلى حذر المستثمرين في استراتيجياتهم بسب حالة عدم يقين حول استدامة هذه الهدنة.

قوة الدولار ومستقبل أسواق العملات

سجل الدولار الأمريكي مكاسب ملحوظة أمام العملات الرئيسية، حيث استفاد بشكل خاص مقابل الين الياباني والفرنك السويسري، ومع ذلك، بقيت مواقف صناديق التحوط غير واثقة، إذ اتسمت بحذر كبير إذ تشير البيانات إلى استقرار صافي المراكز الشرائية عند 16.6 مليار دولار فقط، كما شهد اليورو عمليات شراء معتدلة بلغت 9,100 عقد، بينما استمرت عمليات البيع في الجنيه الإسترليني والدولار الكندي والين الياباني، مما يشير إلى تضارب في أداء الأسواق والتوجهات الاستثمارية حول العملات.

أسواق السلع والطاقة: تفاوت الثقة لدى المستثمرين

شهدت أسواق السلع والطاقة حالة من التباين، إذ سجلت عقود خام برنت ارتفاعًا بنسبة 5.5% ليصل إلى أعلى مستوى له في خمسة أسابيع، بينما استمرت عمليات البيع على خام غرب تكساس للأسبوع الثاني على التوالي، ما يعكس عدم استقرار في ثقة المستثمرين، كذلك شهدت المعادن الثمينة كهبوط ملحوظ للذهب بنسبة 5%، مما يعكس تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، إلا أن الانخفاض بقي محدودًا بشكل عام، حيث رجّح المستثمرون استقرار الأسعار في المستقبل القريب وسط تقلص عمليات البيع.

• الذهب: انخفض بنسبة 5% مع تراجع قوي للطلب على الملاذات الآمنة.
• الفضة والبلاتين: سجلا عمليات بيع بسيطة نسبيًا مقارنةً بالذهب.
• النحاس: تحسن الطلب ساهم في عمليات شراء جديدة رغم انخفاض السعر محليًا.

السلع الزراعية وجهود الانتعاش الانتقائي

بينما أظهرت الأسواق الزراعية انتعاشًا في بعض السلع، استمرت حالة الحذر تسيطر على عقود أخرى، فقد قفز الكاكاو بنسبة 10% إثر مخاوف تتعلق بإنتاجه، خاصة في ساحل العاج، أما فول الصويا وزيت فول الصويا، فقد استفادا من تحسّن توقعات الطلب عليهما، ورغم ذلك، بقي الضغط قائمًا على عقود القمح والذرة، حيث وصلت المراكز القصيرة في هذه الأسواق إلى مستوياتها الموسمية القصوى منذ 6 سنوات، مما يبرز الحاجة إلى توقعات أفضل بشأن إنتاج المحاصيل والطلب العالمي.

آفاق المستثمرين بين التفاؤل والحذر

رغم المؤشرات الإيجابية التي نتجت عن إعلان الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن المستثمرين وصناديق التحوط لا تزال تتحرك بحذر وسط مخاوف تستند إلى مدى استدامة هذه الاتفاقيات المؤقتة، وفقًا لأولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، فإن استمرار هذه الهدنة أو انهيارها سيحدث تحولًا جوهريًا في أسواق العملات، السلع والأسهم خلال الأسابيع المقبلة، حيث يعد الحذر خيارًا استراتيجيًا يدفع به المستثمرون في ضوء التحديات التجارية الحالية.