«قفزة قياسية» أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار ومخاوف الميزانية

تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، حيث تخطت نسبة الزيادة 1% لتصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع، ويرجع السبب الرئيسي وراء ذلك إلى ضعف الدولار الأمريكي بالإضافة إلى استمرار الغموض المالي المرتبط بمناقشات الكونغرس الأمريكي حول مشروع قانون ضريبي شامل، ما أدى إلى تعزيز الإقبال على الاستثمار في الذهب، الذي يُعتبر من أبرز الملاذات الآمنة خلال الأزمات الاقتصادية والسياسية.

أسعار الذهب وتحركات السوق

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.9% في نهاية الجلسة الأمريكية لتصل إلى 3,319.51 دولار للأونصة، كما أن العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 1.1% لتسجل 3,320.30 دولار، وقد ساهم ضعف مؤشر الدولار بشكل كبير في هذا الارتفاع، لكونه انخفض إلى أدنى مستوى منذ السابع من مايو، مما يدعم جاذبية الذهب المُسعّر بالدولار بالنسبة لحائزي العملات الأخرى حول العالم، ويحفز المزيد من الطلب على هذا المعدن النفيس.

الكلمة المفتاحية: ضعف الدولار يدعم أسعار الذهب

بحسب تصريحات إدوارد مير، المحلل البارز بشركة ماركس، فإن التراجع الحاد الذي شهده مؤشر الدولار خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، والمؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب، كان مدفوعًا بخفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني وكذلك الشكوك المستمرة حيال خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يخص خفض الضرائب، هذه العوامل أثرت على توقعات الأسواق واتجهت نحو تعزيز الاستثمار في الذهب باعتباره خيارًا آمناً.

مشروع قانون ترامب وأثره على الذهب

تخضع مقترحات الرئيس الأمريكي المتعلقة بتخفيض الضرائب وتقليص الإنفاق المالي لاختبارات حاسمة من الكونغرس، حيث يواجه الجمهوريون تحديات في التغلب على الانقسامات الداخلية المتعلقة بتخفيضات برنامج “ميديكيد” والمزايا الضريبية في الولايات التي تتميز بارتفاع تكاليف المعيشة، ويعد هذا المشروع من أبرز القضايا الاقتصادية التي تؤثر على وضع الذهب وأسواق المعادن النفيسة الأخرى، خصوصًا في ظل زيادة الطلب على الملاذات الآمنة خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.

الذهب كملاذ آمن في الأزمات

يُعتبر الذهب تقليديًا من أبرز الملاذات الآمنة في الفترات التي تتسم بالاضطرابات السياسية والاقتصادية، إلى جانب أنه يُستفيد من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة التي تشجع على الاحتفاظ بالذهب بدلًا من الأصول النقدية، وقد زاد الحديث عن التوترات المالية وبطء حسم القضايا الضريبية في الولايات المتحدة، ما زاد من اهتمام المستثمرين بالمعادن النفيسة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

على صعيد المعادن الأخرى، شهد البلاديوم تراجعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 1,005.11 دولار في المعاملات الفورية، رغم بلوغه مستويات مرتفعة في وقت سابق من نفس الجلسة، وهذا يعكس توجه المستثمرين نحو التركيز الأساسي على الذهب في ظل الظروف غير المستقرة عالميًا، مما يدعم استمرار ارتباط أداء المعادن بحالة الأسواق الاقتصادية والسياسية.