«ارتفاع جديد» الذهب يعزز مكاسبه لليوم الثالث وسط تراجع الدولار

واصلت أسعار الذهب تسجيل ارتفاعًا ملموسًا لليوم الثالث على التوالي، محققة مكاسب جديدة وسط أجواء اقتصادية وجيوسياسية متوترة، وبرز هذا الأداء المتفوق تزامنًا مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وهبوطه لأدنى المستويات، مما تسبب في توجيه المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن للتحوط من المخاطر.

ارتفاع أسعار الذهب وتراجع مؤشر الدولار

شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو ارتفاعاً بنسبة 0.90%، ما يعادل 28.9 دولار، لتغلق الجلسة عند 3313.50 دولارًا للأوقية، ويأتي هذا التحرك التصاعدي مدعوماً بتزايد مخاوف المستثمرين بشأن الوضع الاقتصادي العالمي وإمكانية دخول الاقتصاد في ركود نتيجة تدهور أداء العملات الرئيسية، خاصة الدولار الأمريكي الذي تراجع بنسبة 0.62% وسجل مستوى 99 نقطة فقط، وهو ما يؤكد استمرار حالة عدم الثقة المتعلقة بتحسن الاقتصاد الأمريكي.

العوامل المؤثرة في صعود الذهب

هناك العديد من الأسباب التي جعلت أسعار الذهب تقفز إلى مستويات جديدة مؤخراً، من أبرزها:

• انخفاض أداء الدولار الأمريكي، الذي فقد زخمه وأخفق في تجاوز مستوى 100 نقطة، مما عزز الطلب على الذهب.
• تزايد القلق المتعلق بالحروب التجارية والاستمرار في تصعيد التوترات بين الاقتصادات الرئيسية، مثل الولايات المتحدة والصين.
• إعلان وكالات التصنيف الائتماني تدهور التصنيف المالي للولايات المتحدة، ما أدى إلى بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة.
• تفجر الأزمات الجيوسياسية مثل مفاوضات إيران النووية المتعثرة، وتعقد مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

هل يصبح الذهب الخيار الأفضل للتحوط في 2023؟

يعتبر الذهب الملاذ الآمن التقليدي الذي يلجأ إليه المستثمرون خلال فترات عدم اليقين، ومع تزايد حالة التردد السياسي والاقتصادي، تصاعدت عمليات الشراء للمعدن النفيس بشكل ملحوظ مؤخراً، ومع استمرار انحدار مؤشرات الثقة بالدولار الأمريكي، تزايدت التوقعات باستمرار الذهب كخيار رئيسي للتحوط أمام التضخم وتقلب الأسواق المالية.

التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على الأسواق

لم تكن الأزمة الاقتصادية السبب الوحيد وراء ارتفاع أسعار الذهب، بل لعبت التوترات السياسية دورًا أساسيًا في تحديد اتجاه الأسواق، إذ زادت المخاوف من تعثر مبادرات السلام العالمية، في وقت تبقى فيه العلاقة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الكبرى متوترة للغاية، ولهذا، بات الذهب الملجأ الأكثر أماناً لذكاء المستثمرين مقابل المخاطر الناجمة عن هذه التطورات.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب تقلبات في ظل الأحداث الجارية، إذ يعتمد استمرار تحقيق المكاسب على عاملين رئيسيين هما استقرار الاقتصاد الأمريكي وقدرة العالم على احتواء النزاعات الجيوسياسية، بينما يتساءل المحللون ما إذا كانت الأسواق العالمية ستشهد نقطة تحول تدفع المعدن النفيس نحو مستويات تاريخية جديدة أم تعود إلى حالة التذبذب السابقة.

مهما طرأت تغييرات، يبقى الذهب نقطة مضيئة للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية لرؤوس الأموال وسط اضطرابات الأسواق العالمية.