«زيادة مفاجئة» أسعار النفط ترتفع رغم ارتفاع المخزونات الأمريكية

شهدت أسعار النفط اليوم ارتفاعاً طفيفاً في ظل متابعة مستجدات ملف إيران إلى جانب التقارير التي كشفت عن زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام والوقود الأمريكية، حيث أظهرت البيانات الآخرة ارتفاع ملحوظ في الواردات الأمريكية للنفط وتغير في مستويات الطلب على البنزين والمنتجات النفطية، وهو ما يجعل مستقبل أسعار النفط في حالة ترقب وتشكل نقطة مراقبة للعديد من المتداولين والأسواق.

أسعار النفط وتحركاتها الأخيرة

تباين أداء أسعار النفط بين العقود الآجلة لخام برنت والخام الأمريكي، حيث صعد سعر خام برنت بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 64.97 دولار للبرميل، في حين شهدت العقود الآجلة الخاصة بالخامات الأمريكية ارتفاعاً بنسبة 0.2% مسجلة 61.68 دولار للبرميل، تدل هذه التحركات على مرونة العرض والطلب العالميين ولكنها أيضاً تشير إلى عوامل جيوسياسية قادمة خاصة بالملفات النووية الإقليمية.

تأثير المخزونات الأمريكية على أسعار النفط

وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تصاعدت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.3 مليون برميل لتصل إلى 443.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو، جاء هذا بالتزامن مع تسجيل واردات النفط الأمريكية أعلى مستوى لها في 6 أسابيع، أما على الجانب الآخر فقد تراجع الطلب على البنزين ونواتج التقطير بشكل ملحوظ، يذكر أن التوقعات السابقة التي أجراها محللون كانت تشير إلى انخفاض بمقدار 1.3 مليون برميل، مما يعكس مدى المفاجأة في هذه البيانات وأثرها على توقعات السوق.

الملف الإيراني ومستقبله

استمرار المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد يؤثر مباشرة على السياسات المتعلقة بالأسواق النفطية، فقد أوضح وزير الخارجية العماني عن انعقاد الجولة الخامسة من المحادثات غداً الجمعة، يذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل تقارير استخباراتية تشير إلى احتمالية استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، حيث يمكن أن تُشكل هذه التحركات تحولاً كبيراً في تدفقات النفط، نظراً لأن إيران تُعد ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، مما يجعل أسواق النفط تحت ضغط إضافي لتلبية الطلب.

العوامل الجيوسياسية ومستقبل الإمدادات النفطية

في سياق التوترات الإقليمية، فإن أي تصعيد عسكري سواء في ملف إيران أو غيره يمكن أن يربك حركة الأسواق ويزيد من شح الإمدادات النفطية، وتاريخياً، تعتبر منطقة الشرق الأوسط مركزاً رئيسياً لإنتاج وتصدير النفط، لذا فإن أي تغيرات في العلاقة بين دول المنطقة والقوى العالمية عادةً ما تؤدي إلى اضطراب مباشر في المعروض من النفط، تؤكد تقارير المخابرات الأمريكية مخاوف الأسواق من خطوات مفاجئة قد تعيد تشكيل أسواق النفط الدولية.