«هزات عنيفة» زلزال كريت يضرب المتوسط ومصر تسجل 15 ارتدادًا

سجلت الشبكة القومية للزلازل المصرية هزة أرضية بلغت قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر في منطقة جزيرة كريت اليونانية، وقد تم رصد الزلزال صباح اليوم في تمام الساعة 06:19:38 بالتوقيت المحلي، حيث يقع مركز الزلزال على مسافة تُقدر بحوالي 499 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح المصرية، ولم يتسبب هذا الحدث القوي بأي تأثير مباشر على الأراضي المصرية حسب ما أكده الخبراء.

الهزة الأرضية في جزيرة كريت وتأثيراتها

وفقًا لتصريحات الدكتور شريف الهادي، رئيس الشبكة القومية للزلازل، فإن الهزة الأرضية التي تم تسجيلها بجزيرة كريت كانت من النوع الذي يصنف على أنه متوسّط إلى قوي، وهو ما تسبب في نشاط زلزالي ارتدادي لاحق، إذ سجلت محطات الرصد 15 هزة ارتدادية إضافية تُصنف في مجملها ضمن الهزات الخفيفة التي تقل قوتها عن 3.5 درجة ريختر، كما أكد أن طبيعة الزلزال وموقعه البعيد عن الأراضي المصرية، بالإضافة إلى عمقه الجيولوجي، ساهمت بشكل كبير في عدم التأثير المباشر على مصر.

الشبكة القومية للزلازل وجهود الرصد العلمي

تلعب الشبكة القومية للزلازل دورًا رياديًا في متابعة ومراقبة النشاط الزلزالي في منطقة شرق المتوسط بشكل عام، حيث تعتمد الشبكة على منظومات تقنية متطورة في رصد الزلازل وتقديم تقارير دقيقة بشأنها في الوقت الفعلي، من ضمن هذه التقنيات أجهزة قياس الزلازل المتقدمة التي تسجل ليس فقط الأماكن التي تتعرض للنشاط الزلزالي، بل وتسهم أيضًا في رصد تفاصيل القوة والعمق الذي يحدث فيه الزلزال، وهذا يمكن المختصين من توقع احتمالات التأثيرات المستقبلية والحد من المخاطر.

أهمية الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للزلازل

يعد الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للزلازل من أفضل الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها في مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، حيث يساهم هذا الاستثمار في تقليل الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير، فمع تاريخ طويل من النشاط الزلزالي في منطقة شرق البحر المتوسط وشمال إفريقيا، أثبتت الدراسات أن مستوى الأضرار يعتمد بشكل مباشر على مدى جاهزية الدول من حيث المعايير الهندسية والإنشائية الخاصة بالمباني والجسور والمنشآت الأخرى لمقاومة تأثيرات الهزات الأرضية، ويُعد تدريب المواطنين على التصرف الصحيح وقت حدوث الزلزال جزءًا لا يتجزأ من هذه الجهود الوقائية.

الزلازل والنشاط الزلزالي في مصر

رغم أن موقع مصر الجغرافي يجعلها بعيدة نسبيًا عن الخطوط النشطة زلزاليًا مقارنة بمناطق أخرى في العالم مثل اليابان أو إندونيسيا، إلا أنها تمر سنويًا بهزات أرضية متكررة تتفاوت شدتها، ويرجع ذلك إلى تأثير منطقة البحر المتوسط التي تعد من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في العالم، ويؤكد الخبراء أن امتلاك شبكة مراقبة متطورة ومجهزة، مثل الشبكة القومية للزلازل، يضع مصر ضمن الدول القادرة على التعامل بكفاءة مع أي طارئ زلزالي.