«تراجع ملحوظ» أسعار النفط تهبط عالميًا بأكثر من 1.5 بالمئة اليوم

شهدت أسعار النفط تراجعاً واضحاً خلال تعاملات يوم الخميس، حيث انخفضت بما يزيد عن 1.5%، ويرجع هذا الهبوط إلى عدد من العوامل المؤثرة على الأسواق العالمية، مثل التركيز على محادثات الاتفاق النووي الإيراني، والزيادة المفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية، بجانب تقارير تتحدث عن احتمالية رفع الإنتاج من قبل تحالف “أوبك+”. هذه العوامل مجتمعة ساهمت في تشكيل حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين، وتراجع أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط.

انخفاض أسعار النفط وتأثير “أوبك+”

تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.05 دولار؛ ما يعادل 1.62%، لتصل إلى 63.86 دولار للبرميل، وتزامن هذا الانخفاض مع هبوط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 97 سنتاً؛ أي بنسبة انخفاض بلغت 1.58% ليستقر عند 60.60 دولار للبرميل، وقد أثار هذا الانخفاض تقارير تتحدث عن تحرك محتمل لتحالف “أوبك+” لزيادة الإنتاج للشهر الثالث على التوالي، حيث تناقش المنظمة حالياً إضافة 411 ألف برميل يومياً، ما يعزز المعروض من النفط في الأسواق العالمية، فيما يتوقع المحللون استمرار هذه الاستراتيجية لفترة قادمة، خاصة مع استقرار الطلب العالمي نسبياً مقارنة بمستويات الأعوام السابقة.

أسباب ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية

أثارت البيانات الأخيرة التي أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مخاوف جديدة حول استقرار السوق، حيث ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 443.2 مليون برميل، ويأتي هذا الارتفاع على خلاف التوقعات التي كانت تتنبأ بتراجع المخزونات بمقدار 1.3 مليون برميل، وقد ساهمت عدة عوامل في هذا الارتفاع، من بينها زيادة واردات الخام الأمريكية لأعلى مستوى لها في ستة أسابيع، إلى جانب انخفاض الطلب على البنزين ونواتج التقطير، وتعكس هذه المستجدات تحديات مستمرة في سوق الطلب داخل الولايات المتحدة، وهي أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

تداعيات محادثات الاتفاق النووي الإيراني

تلعب محادثات الاتفاق النووي الإيراني دوراً محورياً في الإبقاء على حالة الترقب داخل سوق النفط، إذ أعلنت السلطات العمانية عن عقد الجولة الخامسة من المحادثات في وقت لاحق من الشهر الجاري بروما، ومن ناحية أخرى، تشهد المنطقة توترات جيوسياسية متصاعدة، حيث وردت تقارير إعلامية تشير إلى استعداد إسرائيل لتنفيذ ضربات على منشآت نووية إيرانية، وقد يؤدي أي تصعيد في هذا السياق إلى تعطيل الإمدادات العالمية، خصوصاً أن إيران تُعدّ ثالث أكبر منتج للنفط داخل منظمة “أوبك”، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في معادلة استقرار العرض والطلب.

توقعات موسم القيادة الصيفي

على الرغم من المخاوف بشأن المخزونات وارتفاع الإنتاج المخطط له، يأمل بعض المستثمرين أن يساهم موسم القيادة الصيفي في دعم الطلب على الوقود، إذ يؤدي موسم العطلات في الولايات المتحدة، الذي يبدأ بعد إجازة يوم الذكرى، إلى زيادة استهلاك البنزين ونواتج التقطير، ما قد ينعكس بانخفاض ملحوظ في مستويات المخزون خلال الأسابيع المقبلة، ورغم ذلك، فإن المتداولين ما زالوا مترددين في اتخاذ خطوات كبيرة في السوق وسط إشارات مختلطة تتراوح بين مخاوف العرض، وتوقعات نمو الطلب، والتوترات السياسية المحتدمة.