«تراجع حاد» الدولار يخسر أكثر من 7 بالمئة منذ بداية العام

الدولار الأمريكي يواصل التراجع بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، حيث سجل خسائر تتجاوز 7% منذ بداية العام الجاري، ويعود هذا الانخفاض إلى تحركات وسياسات اقتصادية مثيرة للجدل؛ أهمها تهديدات الرئيس السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على واردات الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تفاقم المخاوف حول مستقبل التجارة العالمية واضطراب الأسواق المالية بشكل كبير.

خسائر الدولار الأمريكي في 2023

شهد الدولار الأمريكي ضغوطاً كبيرة منذ بداية عام 2023، تمثلت في انخفاض مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 0.6% خلال الفترة الأخيرة، وهناك العديد من الأسباب التي ساهمت في هذه التراجعات المتواصلة، أبرزها تهديدات ترامب بفرض رسوم تزيد عن 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى زعزعة القوة الشرائية للدولار وتقليل جاذبيته بين المستثمرين الدوليين، كما فقد الدولار مكانته كملاذ آمن، وسط تصاعد الغموض السياسي والاقتصادي وزيادة القلق من الأزمات المالية العالمية.

تأثير الدولار على سوق العملات

اضطربت سوق العملات بشكل حاد نتيجة تراجع الدولار، حيث شهدت عملات مثل الين الياباني والفرنك السويسري واليورو ارتفاعاً ملحوظاً، فقد سجل اليورو زيادة بنسبة 0.5% مقابل الدولار، بينما قفز الين الياباني بنسبة 1.1%، ويرى المراقبون أن الأسباب تشمل المخاوف من التضخم وضعف الأداء الاقتصادي الأمريكي، ووفقاً لجين فولي من بنك رابوبنك، فإن المستثمرين أصبحوا أكثر حذراً بشأن الأصول الأمريكية، مما خلق تحديات أمام الدولار وقلل من الثقة في مستقبل السياسات النقدية الأمريكية.

ضعف الدولار على المدى الطويل

تشير تقارير من صندوق “جيه بي مورجان” لإدارة الأصول إلى أن ضعف الدولار لن يكون مؤقتاً، بل قد يستمر لفترة طويلة نتيجة لتقليص المستثمرين الدوليين مراكزهم في الأصول الأمريكية، هذا، بالإضافة إلى زيادة رهانات المضاربين على انخفاض العملة الأمريكية إلى مستويات قياسية منذ سبتمبر، ومع خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بلغ القلق ذروته بشأن استدامة النظام المالي الأمريكي وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي.

تداعيات السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية

تسببت سياسات ترامب الاقتصادية في زيادة الضغوط على الدولار، من خلال فرض رسوم جمركية أو تهديد شركات مثل أبل بضريبة تصل إلى 25% إذا لم تقم بنقل تصنيع هواتفها إلى الداخل الأمريكي، تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد المخاوف بشأن استدامة الميزانية العامة للولايات المتحدة وبطء وتيرة تحفيز الأسواق المالية، وقد أوضح ديفيد فورستر من كريدي أجريكول أن التدفقات المالية العالمية تبتعد تدريجياً عن الدولار بسبب التحديات المستمرة، ما يزيد من الضغوط على العملة الأمريكية.

اتجاه الأسواق العالمية

في محاولة لفهم تأثير ضعف الدولار على اقتصادات العالم، يرى المحللون أن استمرار الانخفاض سيعزز من جاذبية الأسواق الناشئة التي تعتمد على تنويع الأصول، بالإضافة إلى تصاعد شعبية العملات البديلة كاليورو والفرنك السويسري، كما تشير التوقعات إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار العملات العالمية الأخرى مقابل الدولار، ما قد يسهم في إعادة تشكيل قواعد التجارة العالمية والتأثير على خطط الاستثمار طويل الأمد.