«ترقب كبير» أسعار الذهب إلى أين تتجه بعد التذبذب الأخير

شهد سعر الذهب عالميًا حالة من التذبذب خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت أسعار الأوقية وتدور حالياً حول مستويات 3300 دولار، ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية وتأثيرات السياسات التجارية الأمريكية، بالإضافة إلى ترقب قرارات الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة، مما جعل الذهب وجهة جاذبة للاستثمار كملاذ آمن.

توقعات أسعار الذهب وموقف البنوك العالمية

توقعت كبرى البنوك العالمية مثل سيتي بنك، غولدمان ساكس، وبنك أوف أمريكا، ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، إذ أشارت هذه المؤسسات إلى إمكانية وصول الأوقية إلى مستويات تتراوح بين 3700 و4000 دولار خلال العامين 2025 و2026، وترجع هذه التوقعات إلى حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية وتقلبات السياسات الاقتصادية، مما دفع المستثمرين للمراهنة بقوة على الذهب كاستثمار آمن.

عوامل تدعم صعود أسعار الذهب عالميًا

وفقًا للخبير والكاتب الاقتصادي الدكتور أبوبكر الديب، فإن هناك ثلاثة عوامل رئيسية أسهمت في توقع استمرار صعود أسعار الذهب في السوق العالمية، منها:

• تصاعد حالة عدم اليقين نتيجة تحولات السياسة التجارية الأمريكية.
• زيادة الطلب من البنوك المركزية على شراء الذهب مقارنةً بالسنوات الماضية.
• المخاوف من ركود اقتصادي عالمي وتأثيره على الأسواق.

بناءً على هذه العوامل، رفعت العديد من المؤسسات المالية المستهدفة لأسعار الذهب خلال الأشهر القادمة، وتتوقع تداول الأوقية بين نطاق 3100 دولار و3500 دولار في الفترة القصيرة.

الطلب المتزايد من البنوك المركزية

من اللافت أن البنوك المركزية لعبت دوراً كبيراً في زيادة الطلب على الذهب، حيث تمت مراجعة تقديرات الطلب من 70 طناً شهرياً إلى 80 طناً، وهو رقم يعكس زيادة الاهتمام بالاحتفاظ بالمعدن النفيس مقارنة بالفترات السابقة، فقبل عام 2022 كان متوسط الطلب الشهري للبنوك المركزية لا يتجاوز 17 طناً، وهذه الطفرة الكبيرة عززت من توجه المستثمرين نحو الذهب.

النظرة المستقبلية لأسعار الذهب

في ظل ازدياد المخاوف العالمية، توقعت مجموعة غولدمان ساكس أن يصل سعر الأوقية إلى نحو 3700 دولار بنهاية العام الحالي، فيما أشارت توقعات بنك أوف أمريكا إلى إمكانية أن يتجاوز السعر حاجز 4000 دولار، كما أن الإقبال الملحوظ على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب (ETF) جاء كخيار استثماري مفضل خلال الأزمات، مما يعطي دفعة إضافية للأسعار.

الذهب كملاذ آمن

أجمع خبراء الاقتصاد على أن الذهب سيظل خيارًا آمنًا للمستثمرين خلال الفترات التي تشهد تقلبات اقتصادية واضطرابات جيوسياسية، كما أن العوامل الحالية تدعم استمرار ارتفاع الطلب على الذهب كاستثمار موثوق على المدى الطويل، وبالأخص مع التراجع المحتمل في النمو الاقتصادي العالمي.