ارتفاع أسعار النفط وسط قلق من تراجع الإمدادات

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم، تزامنًا مع تصاعد القلق بشأن محدودية الإمدادات العالمية، وجاء هذا الصعود مدعومًا بعدة عوامل جيوسياسية واقتصادية، من أبرزها رفض إيران لمقترح أمريكي حيال ملف الاتفاق النووي، بالإضافة إلى تأثير حرائق الغابات المستمرة في كندا والتي تعرقل عمليات إنتاج النفط هناك، وقد أسفر هذا الارتفاع عن تسجيل العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب جديدة.

ارتفاع أسعار النفط وتأثير الاتفاق النووي الإيراني

شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 55 سنتًا، أي ما يعادل 0.85% لتصل إلى 65.18 دولار للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 59 سنتًا أو 0.94% ليبلغ 63.11 دولار للبرميل، جاءت هذه الزيادات مدفوعة جزئيًا بتعثر المباحثات بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، حيث رفضت إيران العرض الأمريكي الأخير، معتبرة أنه لا يتماشى مع مصالحها، هذا التوتر جعَل مسألة استمرار العقوبات على النفط الإيراني أمرًا قائمًا، مما ساهم في تعزيز الأسعار في الأسواق العالمية.

حرائق كندا وتأثيرها على إنتاج النفط

أصبحت حرائق الغابات مشكلة رئيسية في كندا، تحديدًا في إقليم ألبرتا، حيث أثرت هذه الحرائق على نحو 7% من إنتاج النفط الخام في البلاد وفقًا للتقديرات، وتضافر التأثير السلبي لهذه الأزمة مع محدودية الإمدادات العالمية، مما ساهم في تعزيز الاتجاه التصاعدي للأسعار، ووفقًا للتقارير، أدى توقف بعض النشاطات الإنتاجية بسبب الحرائق إلى ظهور خلل في توازن العرض والطلب.

قرارات أوبك+ وأثرها على الأسعار

لعبت قرارات تحالف أوبك+ دورًا كبيرًا في دعم ارتفاع أسعار النفط، حيث قرر التحالف الحفاظ على زيادة الإنتاج المقررة لشهر يوليو عند 411 ألف برميل يوميًا فقط، وهي نفس الكمية التي استقرت عليها الأشهر الماضية، هذا القرار طمأن الأسواق وأزال المخاوف المتعلقة بزيادة حادة في الإنتاج، مما شجع المستثمرين على التخلي عن توقعاتهم المتشائمة بشأن الأسعار، ويبدو أن هذه الإستراتيجية من أوبك+ كانت ناجحة في تثبيت اتجاه السوق لتحقيق مكاسب إضافية.

الصراع الروسي الأوكراني وزيادة علاوات المخاطر

شكل النزاع بين روسيا وأوكرانيا ضغطًا إضافيًا على الأسواق النفطية، حيث تصاعدت المخاوف المتعلقة بإمكانية حدوث المزيد من الاضطرابات في الإمدادات بسبب استمرار الصراع، هذا الوضع أدى إلى ارتفاع علاوات المخاطر في سوق الطاقة، ما أدى إلى زيادة الإقبال على شراء النفط وسط حالة القلق المستمرة، وبالتالي ساهم ذلك في دعم أسعار النفط عالميًا.

إن تصاعد العوامل المؤثرة على أسواق النفط، بما يشمل أزمة نقص الإمدادات العالمية وتعثر الاتفاق النووي الإيراني، جعل سوق النفط أكثر تقلبًا ولكنه مهيأ لتحقيق مكاسب إضافية رغم التحديات القائمة.