حكم صلاة الجمعة في يوم العيد لابن عثيمين 1446هـ: الرخصة الشرعية والشروط الفقهية المهمة

مع اقتراب عيد الأضحى لعام 1446هـ الذي يوافق يوم الجمعة، تتجدد التساؤلات حول حكم صلاة الجمعة في يوم العيد، ومدى وجوبها أو إسقاطها، خاصة مع تعدد الآراء الفقهية وفتاوى العلماء، في هذا المقال نناقش حكم صلاة الجمعة يوم العيد عند ابن عثيمين، مع استعراض آراء المذاهب الأربعة وتوضيح الرخص الشرعية وضوابطها الفقهية.

حكم صلاة الجمعة يوم العيد بين المذاهب الفقهية

اتفق فقهاء المذاهب الأربعة: الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة على أن صلاة العيد لا تغني عن صلاة الجمعة، فكل صلاة له وقتها وشرائطها الخاصة، ولا تُسقط صلاة الجمعة إلا في حالات محددة؛ إذ يُعدّ حضور الجمعة فرضًا مستقلاً يجب أداؤه، ويرى الشافعية أن أهل القرى البعيدة الذين صلى العيد يُسمح لهم بالامتناع عن حضور الجمعة، وصلاة الظهر بدلاً عنها، بينما يشير الحنابلة إلى أن الإمام هو الوحيد الذي يجب أن يقيم الجمعة في كل الأحوال.

رأي ابن عثيمين في حكم صلاة الجمعة يوم العيد ورخصة التخفيف

أوضح الشيخ ابن عثيمين أن صلاة الجمعة في يوم العيد لا تجب على من صلى العيد، لكنّه يشترط عليه أداء صلاة الظهر بدلاً منها، أما الإمام ومن لم يشهدوا العيد، فيقومون بإقامة الجمعة لمن حضر، هذه الرخصة تأتي في إطار التيسير والرحمة، مع المحافظة على أهمية أداء الصلاة، فلا يُترك المسلم الصلاة كليًا، وإنما يتم تعويض الجمعة بالظهر لمن حضر العيد.

الفتاوى الفقهية وضوابط أداء الجمعة والعيد

1. من شهد صلاة العيد يجوز له ترك صلاة الجمعة بشرط أداء صلاة الظهر
2. من لم يحضر العيد يجب عليه أداء صلاة الجمعة في وقتها
3. الإمام مطالب بإقامة صلاة الجمعة إذا حضر معه عدد كافٍ من المصلين (ثلاثة فأكثر)
4. لا يجوز ترك الصلاة كليًا سواء الجمعة أو الظهر، لأن ذلك مخالف للرخص الشرعية

وقد أكد الشيخ ابن باز أن من حضر العيد يجوز له اختيار بين صلاة الجمعة أو الظهر، لكنه لا يجوز له ترك الصلاة بالكامل، كما أكد على ضرورة إقامة الإمام لصلاة الجمعة لمن توفر عدد من المصلين، حفاظًا على الفريضة ومقاصد الشريعة.

توضح هذه الضوابط الرخصة الشرعية لحكم صلاة الجمعة يوم العيد، التي تهدف إلى التيسير مع الالتزام بأداء الصلاة المفروضة، بما يراعي ظروف الناس ومقاصد الشريعة الإسلامية.