هل تتمكن الهند من منافسة الصين كقوة اقتصادية عالمية؟ خبير اقتصادي يجيب

إن الحديث عن إمكانيات الهند في منافسة الصين كقوة اقتصادية عالمية أصبح مثار جدل عالمي واسع، ويعد الدعم الأمريكي للهند أحد أبرز العوامل التي تدعم نموها الاقتصادي، حيث تسعى واشنطن لتعزيز الاقتصاد الهندي كبديل محتمَل للصين، ومع أن هناك تقدمًا ملحوظًا في الصادرات الهندية، فإن المؤشرات والمنطق الاقتصادي يؤكدان أن الهند لن تتمكن من استبدال الصين في الأمد القريب أو البعيد.

هل تستطيع الهند منافسة الصين اقتصاديًا؟

تشير البيانات الاقتصادية إلى أن الناتج الإجمالي المحلي للصين يبلغ حاليًا 18 تريليون دولار، متوقعًا تسجيل نمو أكبر في الأعوام المقبلة، كما أن الصين تمتلك أساسًا اقتصاديًا قويًا مدعومًا بتفوقها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تحقق الدولة قفزات نوعية في تصدير المنتجات المدنية مثل السيارات الكهربائية، التي جعلتها تتصدر عالميًا صادرات السيارات متجاوزة اليابان، بالمقابل، ورغم الدعم الأمريكي المتزايد للاقتصاد الهندي، فإن تحقيق منافسة واقعية بين الاقتصادين يظهر صعبًا في ظل الفجوة الحالية.

الصادرات الهندية ودعم الاقتصاد

شهد الاقتصاد الهندي نموًا ملحوظًا في تنوع الصادرات بفضل هذا الدعم، حيث تشمل الصادرات الرئيسية الأدوية بقيمة تصل إلى 20.4 مليار دولار، السيارات، الإلكترونيات، والمنتجات البترولية المكررة التي وحدها بلغت قيمتها 80 مليار دولار، هذا بالإضافة إلى منتجات كالمجوهرات، الماس، الحليب، الكاجو، والشاي، إلا أن هذه الأرقام رغم أهميتها لا تزال بعيدة عن منافسة العمق الاقتصادي للصين، التي تستند إلى قاعدة اقتصادية وتكنولوجية متقدمة وليست مجرد فقاعة.

مقارنة بين اقتصاد الهند والصين

توضح المقارنات أن الصين تتفوق بشكل واضح كاقتصاد عالمي رائد، حيث تستحوذ على اهتمام الشركاء التجاريين الأوروبيين والهند كذلك، وقد سجل الميزان التجاري بين الهند والصين قيمة تصل إلى 138 مليار دولار، مع وجود عجز كبير لصالح الصين يبلغ 99.2 مليار دولار، كما أن الصين تتميز بمتوسط دخل فرد مرتفع يصل إلى مستويات تفوق النمو الهندي رغم ما يشهده الأخير من تحسن ملحوظ في الدخول الفردية.

معدلات النمو الاقتصادي الهندي والصيني

بحسب توقعات صندوق النقد الدولي، من المقرر أن تسجل الهند نسبة نمو تتجاوز 6% خلال العامين المقبلين، وهو معدل مميز بالنسبة لاقتصاد نامٍ كالهند، إلا أن الصين بدورها تمتلك معدلات نمو مستدامة حيث بلغت توقعات الصندوق 5%، مع تسجيل بعض التقديرات 5.4%، إلا أن هناك اعتقادات بأن هذه الأرقام قد تتأثر ببعض المصالح السياسية، مما يجعل الصورة معقدة عند تقييم أداء الاقتصادين بشكل نهائي.

أهم عوامل قوة واستدامة الاقتصادين

في النهاية، بينما الهند تحقق تقدمًا اقتصاديًا ملموسًا وتحسنًا في صادراتها بدعم خارجي، تبقى الحقيقة أنه لا يزال أمامها تحديات كبيرة قبل الاقتراب من مستوى الصين كقوة اقتصادية عالمية.