«إنجاز عالمي» الروبل الروسي يتفوق على العملات الأخرى عام 2025 متصدراً الأداء الاقتصادي

كشف بنك أوف أمريكا أن الروبل الروسي تصدرت قائمة العملات الأفضل أداءً عالميًا خلال عام 2025، بالرغم من تأثير الحرب المستمرة في أوكرانيا وتشديد العقوبات الغربية، بالإضافة إلى تراجع أسعار النفط، حيث ارتفعت قيمة الروبل بأكثر من 40% منذ بداية العام، مما أثار دهشة المحللين الاقتصاديين في الأسواق المالية العالمية.

الأسباب الرئيسية وراء تصدر الروبل قائمة العملات الأفضل أداءً

أوضح الخبراء أن هناك عوامل عديدة ساهمت في هذا الأداء القوي للروبل، أبرزها تشديد السياسة النقدية في روسيا والتي تضمنت رفع معدل الفائدة إلى مستوى 20%، وفرض قيود صارمة على حركة رؤوس الأموال وأسواق الصرف، إلى جانب تأثير ضعف الدولار الأمريكي عالميًا، مما وفر بيئة داعمة للعملة الروسية بصفتها الأكثر استقرارًا في ظل الأزمة الجيوسياسية.

دور القيود المحلية والإجراءات الحكومية في تعزيز قوة الروبل

لعبت السياسات المتشددة في روسيا دورًا محوريًا في تعزيز أداء الروبل، حيث ساهمت تقييدات الاقتراض المحلي في تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، مما أدى إلى خفض الطلب على الدولار واليوان، بالإضافة إلى القرارات الحكومية التي فرضت على المصدرين تحويل جزء كبير من إيراداتهم إلى الروبل، خصوصًا في قطاع النفط، وهو ما رفع الطلب على العملات الوطنية بشكل مباشر، مسجلًا إجمالي مبيعات العملات الأجنبية من كبار المصدرين نحو 42.5 مليار دولار في الشهور الأربعة الأولى من عام 2025.

الروبل الروسي بين السياسة النقدية والتفاؤل السياسي

أشار اقتصاديون إلى أن انكماش المعروض النقدي في السوق الروسية كان له دور مهم في دعم قيمة الروبل، حيث انتقل معدل نمو السيولة النقدية من 23.9% خلال أغسطس 2023 إلى تسجيل انكماش بنسبة 1.19% منذ يناير 2025، كما أسهم انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في بث التفاؤل السياسي الذي شجع على تدفقات رأسمالية محدودة نحو الأصول الروسية، وهو دور غير مباشر في تحسين الثقة بالعملة الوطنية، رغم استمرار العقوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على حركة الأموال.

تحذيرات من استدامة أداء الروبل القوي

مع ذلك، يرى المحللون أن هذا الأداء القوي للروبل الروسي قد لا يستمر طويلًا، حيث تظل الضغوط الاقتصادية متمثلة في انخفاض العائدات التصديرية بسبب تراجع أسعار النفط وتأكيدات بتراجع إيرادات الشركات المصدرة مستقبلًا، إلى جانب احتمال خسارة الروبل زخم قوته إذا تم التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، مما قد يدفع الحكومة إلى التخفيف من التشدد الحالي في سياساتها النقدية، مما سينعكس على قوة العملة سلبًا.

تعليمات مصدرين النفط ودورها في زيادة قوة الطلب

زاد الطلب على الروبل بشكل ملحوظ نتيجة لقرارات حكومية استهدفت تحويل جزء من إيرادات الشركات النفطية إلى العملة الوطنية، حيث بلغت نسبة المبيعات زيادة ملحوظة بنسبة 6% مقارنة بالفترة السابقة، وهو ما ساعد في تحقيق استقرار إضافي للروبل ضمن سوق العملات العالمية، ما يثبت أن سياسات التحكم المباشر في الاقتصاد يمكن أن تقدم دعمًا كبيرًا للعملة الوطنية في فترات الأزمات.