«صدمة كبيرة» مليشيا الحوثي تنعي قائدًا عسكريًا وسط تكتم أمريكي

أعلنت مليشيا الحوثي وفاة قائد لواء تابع لها، ما أثار تساؤلات حول أسباب الوفاة في ظل استمرار التعتيم على الغارات الأمريكية التي استهدفت قادة بارزين في صفوف المليشيات خلال الأشهر الأخيرة، وقد نعت الجهات العسكرية التابعة للمليشيات العميد محمد يحيى أحمد الغولي، قائد اللواء التاسع مشاة ميكا، مؤكدةً أنه خدم في مجال القوات المسلحة لسنوات طويلة.

أسباب وفاة قائد اللواء التاسع مشاة ميكا

لم تقدم مليشيا الحوثي أي توضيح رسمي أو تفاصيل دقيقة حول أسباب وفاة العميد محمد يحيى أحمد الغولي، ما يترك مجالًا واسعًا للتكهنات، خاصة بعد حملة الغارات الأمريكية المستمرة، وقد جاءت الوفاة وسط تصعيد عسكري واسع باليمن، حيث تتعرض المليشيات لخسائر فادحة نتيجة الضربات الجوية التي استهدفت منشآتها وقياداتها الميدانية، وتشير المصادر إلى أنه قد تكون الوفاة مرتبطة بإحدى هذه الغارات التي نفذها الطيران المسير الأمريكي خلال الأشهر الماضية، لكن الحوثيين حافظوا على سياستهم في عدم الإفصاح عن عدد الضحايا.

ردود فعل المليشيات تجاه الخسائر العسكرية

أكدت وزارة الدفاع الحوثية ومؤسساتها العسكرية أن وفاة الغولي تمثل “خسارة كبيرة”، مشيرة إلى أنه كان من أبرز القادة العسكريين الذين تركوا “بصمة واضحة” في مسيرة المليشيات، ومع ذلك، يتساءل الكثيرون عن سبب التكتم حول ملابسات وفاته، فقد اعتادت المليشيا تقليل حجم خسائرها أو التلاعب بالمعلومات؛ بهدف رفع المعنويات بين مقاتليها، ويعد هذا التكتيم الإعلامي أسلوبًا معتادًا من الحوثيين لمواجهة حملات التحالف بقيادة السعودية وأيضًا الضغوط الدولية المتزايدة.

الغارات الأمريكية وأثرها على قيادات المليشيات

شهدت الأشهر الماضية تكثيف الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت البنية التحتية وقيادات مليشيا الحوثي، وأحدثت هذه الضربات تأثيرًا كبيرًا على خطط الحوثيين العسكرية والتنظيمية، حيث فُقِدت كوادر بارزة مثل العميد الغولي، ومع ذلك، يتجنب الحوثيون الاعتراف بالخسائر الداخلية الكبيرة أو حتى الإعلان عن المواقع التي تعرضت للهجمات، وتشير التقارير إلى أن الغارات ركزت على مواقع حساسة بغية إضعاف نفوذ المليشيات وفرض حلول سياسية للأزمة اليمنية.

تداعيات التعتيم حول هوية القتلى الحوثيين

ترى مصادر محايدة أن تعتيم المليشيات على القادة القتلى يزيد من فجوة الثقة بين القيادات الميدانية والمقاتلين في الجبهات، فالتركيز على إخفاء الحقيقة ينذر بانقسامات متزايدة داخل الصفوف، خاصة مع ارتفاع حدة الصراع وتكرار الهزائم الميدانية، كما يعكس هذا النهج رغبة الحوثيين في الحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية ومنع انهيار الروح المعنوية بين مقاتليها، ورغم ذلك، يبدو تأثير الغارات واضحًا على الأداء العسكري والتنظيمي للمليشيا.

أهمية استهداف قيادات المليشيات في التصعيد العسكري

يعد استهداف قادة المليشيات مثل العميد الغولي خطوة استراتيجية في مواجهة نشاطات الحوثيين العسكرية، حيث تضرب هذه العمليات العمق التنظيمي لأي فصيل عسكري متمرد، وتُضعف قدرته على التنسيق الميداني واتخاذ القرارات، وتعتمد الولايات المتحدة وحلفاؤها على هذه الأساليب كجزء من مساعيهم لإضعاف الحوثيين ووضع حد للانتهاكات الإنسانية التي تنفذها المليشيا بحق المدنيين في اليمن.