«سر غامض» الذهب يستقر وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية

اختتمت أسعار الذهب تعاملات يوم الأربعاء باستقرار ملحوظ، حيث تأثرت بالتوازن بين تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وزيادة الاحتمالات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي، ويظل الذهب واحدًا من الأصول الهامة في ظل التقلبات الاقتصادية والتوترات التجارية العالمية.

أسعار الذهب وأهم التحركات الأخيرة

سجلت أسعار العقود الآجلة للذهب، تسليم أغسطس، 3343.70 دولار للأوقية، وهو مستوى مستقر، وذلك نتيجة ترقب المستثمرين لتطورات المشهد الاقتصادي والسياسي عالميًا، وتزامنت هذه التحركات مع توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق أولي في محادثات جنيف، ما قلل مخاوف الأسواق بشأن تصاعد الحرب التجارية، ومع ذلك، ينتظر المستثمرون التفاصيل الكاملة والتصديق على هذا الاتفاق من كلا الطرفين، وهو ما يزيد حالة الترقب لسوق الذهب.

دور بيانات التضخم الأمريكية في تأثيرها على الذهب

تأثرت أسعار الذهب بشكل محدود ببيانات التضخم الأمريكية، حيث أظهرت الإحصاءات ارتفاع معدل أسعار المستهلكين إلى 2.4% خلال مايو الماضي، مقابل 2.3% في أبريل، إلا أن هذه النسبة جاءت أقل قليلاً من توقعات المحللين التي بلغت 2.5%، وزادت هذه البيانات من التوقعات المتعلقة باحتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، خاصة وأن هذه التوقعات تأتي بعد فترة من الثبات استمرت لستة أشهر دون أي تغيير ملموس، ما قد يدعم الذهب مستقبلًا.

تأثير الدولار على استقرار أسعار الذهب

في سياق آخر، شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، انخفاضًا بنسبة 0.49% ليصل إلى 99 نقطة، وبما أن الذهب يتم تسعيره عالميًا بالدولار، فإن هذا التراجع دعم استقرار أسعار المعدن النفيس، حيث يصبح اقتناؤه أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يعتمدون على عملات أخرى، ويُعد هذا التأثير مهمًا في تحديد الاتجاهات قصيرة الأجل لأسعار الذهب بالأسواق.

توقعات الطلب على الذهب في ظل الظروف الراهنة

رغم تراجع علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الذهب سابقًا، إلا أن استمرار النقاشات حول السياسات التجارية المستقبلية ومستويات التضخم ونمو الاقتصاد العالمي يجعل الذهب محل أنظار المستثمرين كملاذ آمن، بالإضافة إلى ذلك، يتوقع المحللون أن تسهم سياسات الفائدة المتوقعة وأسعار العملات في استمرار الطلب على الذهب خلال المستقبل القريب.

لماذا يظل الذهب محط اهتمام المستثمرين؟

الذهب ليس مجرد معدن نفيس، بل يعتبر أداة استثمار رئيسية تلجأ إليها الأسواق في الأوقات الصعبة، حيث ترتفع قيمته عادة مع تزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، ومن هنا، فإن القرارات الاقتصادية، مثل خفض الفائدة والتغيرات في أسعار العملات، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب، ولذلك يظل المستثمرون في ترقب مستمر لأي أحداث قد تؤثر على سعره عالميًا.