«تحركات غامضة» ربط تعز بعدن عبر لحج ما الهدف الحقيقي لهذا المقترح

أعلن نائب رئيس وزراء الجماعة الحوثية اليوم عن مبادرة جديدة تهدف إلى إعادة فتح طرق استراتيجية تربط بين العاصمة صنعاء ومحافظة عدن، وجاء الإعلان بعد أيام من إعادة فتح طريق “دمت – مريس – قعطبة” الذي يعد ممرًا حيويًا يربط شمال اليمن بجنوبه، وقد تصاعدت التكهنات بشأن النوايا الحقيقية للجماعة إزاء تنفيذ هذه الخطوات وسط استمرار التوترات في الجبهات الجنوبية.

فتح طريق الراهدة – كرش

أعلن المتحدث باسم الجماعة الحوثية أن المبادرة تتضمن إعادة تأهيل وفتح طريق “الراهدة – كرش” الذي يحمل أهمية كبيرة كونه من الطرق الحيوية والبديلة الرابطة بين صنعاء وعدن مرورًا بمحافظتي تعز وإب، وأوضح أن الجماعة ستقوم بإصلاح الطريق وإزالة الأضرار التي لحقت به خلال سنوات المواجهات المسلحة، وهي الأضرار التي ساهمت الجماعة في إحداثها مع تصاعد الاشتباكات خلال الفترات السابقة.

أهمية طريق الشريجة – كرش

ومن ضمن الطرق المستهدفة للمبادرة، أعلن عن خطة لإعادة تأهيل طريق “الشريجة – كرش” الذي يلعب دورًا بالغ الأهمية باعتباره طريقًا اقتصاديًا استراتيجيًا يربط بين محافظة تعز ومحافظة لحج وصولًا إلى عدن، وأوضح المتحدث أن فتح هذا الطريق يمثل خطوة مهمة لتسهيل الحركة أمام المواطنين والتجار، وزعم أن هذه الخطوة تأتي لدعم جهود بناء الثقة بين الأطراف المختلفة وتخفيف العبء عن كاهل المدنيين الذين عانوا بسبب إغلاق الطرق.

التوترات في الجبهات الجنوبية

تزامن الإعلان عن المبادرات مع استمرارية التصعيد العسكري في الجبهات الجنوبية بمحافظات الضالع ولحج وتعز، حيث تتصاعد المواجهات بين الأطراف المتنازعة على الأرض، وتظل القوى الشرعية والمقاومة الجنوبية متحفظة حول هذه التحركات، معتبرة أن الهدف منها قد يكون تعزيز صورة الجماعة إعلاميًا بدلاً من العمل الحقيقي على تحقيق السلام، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الميدانية من قبل الجماعة.

الطرق بين صنعاء وعدن

تعرضت الطرق الرئيسية الرابطة بين صنعاء وعدن لأضرار هائلة نتيجة الصراع الممتد لسنوات، وأثر هذا على حركة التجارة والنقل بين مختلف المحافظات اليمنية، وتسببت الإغلاقات المتكررة والاحتكاكات العسكرية في زيادة معاناة المدنيين، فضلاً عن تعطل وصول إمدادات الغذاء والوقود إلى عدد من المناطق الحيوية، وتسعى الأطراف الفاعلة حاليًا لإيجاد حلول عملية لإعادة فتح هذه الممرات، لتخفيف الأعباء عن المتضررين.

جهود صيانة الطرق الاستراتيجية

أشارت الجماعة الحوثية إلى أن إعادة فتح الطرق ستترافق مع جهود لصيانة البنية التحتية ومعالجة الأضرار التي طالتها، إلا أن مراقبين شككوا في مصداقية هذه التصريحات، خاصة أن الحرب ألحقت دمارًا واسعًا بهذه الطرق، ولم تقدم الجماعة أي ضمانات واضحة حول استدامة هذه التحركات، وما إذا كانت ستتوقف الأعمال القتالية في المناطق المحيطة بالطرق المعنية أم ستعيد إغلاقها في المستقبل.