«قفزة مفاجئة» الذهب يتجاوز اليورو ويصبح ثاني أكبر احتياطي عالمي في 2024

تجاوز الذهب في عام 2024 اليورو ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي لدى البنوك المركزية بعد الدولار الأمريكي، حيث شهد هذا المعدن النفيس إقبالاً قوياً من الدول الناشئة والنامية التي تسعى إلى التحوّط من احتمالات العقوبات وتقلبات النظام النقدي العالمي، وهو ما جعله يحتل مكانة بارزة في المشهد الاقتصادي العالمي بفضل أهميته كأداة آمنة للاستثمار طويل الأجل.

الذهب كأحد أهم الأصول الاحتياطية العالمية

وفقاً لتقرير حديث من البنك المركزي الأوروبي، ارتفعت نسبة حصة الذهب إلى 19% من إجمالي الاحتياطيات العالمية الرسمية، متجاوزة حصة اليورو التي بلغت 16%، في حين استحوذ الدولار الأمريكي على 47%، حيث يعود هذا التغيير الكبير في توازن الأصول الاحتياطية إلى التدفقات الشرائية الكبيرة على الذهب منذ أواخر عام 2022، والمرتبطة بشكل مباشر بتوجه السياسات النقدية للدول النامية نحو التحوط ضد تقلبات الأسواق وحماية اقتصاداتها من الصدمات المالية.

أسباب زيادة الطلب على الذهب

شهد الذهب طلباً كبيراً من المؤسسات المالية والبنوك المركزية العالمية عقب الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، حيث ارتفعت قيمة المشتريات من الذهب بشكل ملحوظ، خصوصاً من الدول التي تخشى تأثير العقوبات أو التقلبات الاقتصادية العالمية، وقد تجاوز حجم المشتريات السيادية 1000 طن سنوياً في السنوات الثلاث الأخيرة، وهي زيادة ضخمة مقارنة بمتوسط حجم الشراء في السنوات السابقة.

علاقة الذهب بالعوائد الحقيقية وأسباب الارتفاع

أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن هناك ارتباطاً سلبياً بين أسعار الذهب والعوائد الحقيقية، حيث يؤدي ارتفاع العوائد الحقيقية عادة إلى تقليل جاذبية الذهب كونه لا يدر فوائد، لكن هذا النمط اختلف في عام 2022 نتيجة التوجه الكبير للبنوك المركزية والشركات المالية الكبرى لشراء الذهب، بالرغم من الارتفاع العالمي الكبير في أسعار الفائدة، مما يعكس التغير في طبيعة الاستثمار بالمعدن النفيس كتحوط دائم ضد المخاطر.

كيف تطورت احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية

أهمية الذهب في مواجهة الأزمات العالمية

يعكس الارتفاع في قيمة الذهب وقدرته على تجاوز العملات الكبرى مثل اليورو، رغبته في لعب دور أكبر كوسيلة للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية والسياسية، حيث تعد الأصول الاحتياطية المتمثلة في الذهب وسيلة رئيسية للدول الناشئة لتأمين اقتصاداتها وصيانة سيادتها المالية، كما أن مرونة الذهب التاريخية أمام التقلبات المالية جعله خياراً دائماً للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم؛ ما أدى إلى عودة مستوياته إلى ما كانت عليه في السبعينات من القرن الماضي، وهي فترة شهدت اضطرابات اقتصادية كبيرة.