«قفزة مفاجئة» أسعار الذهب ترتفع بسبب التوتر في الشرق الأوسط

بدأت أسعار الذهب اليوم الخميس بالارتفاع تدريجيًا، حيث دفعت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط المستثمرين للإقبال على أصول الملاذ الآمن، مما جعل الذهب خيارًا جذابًا للمحافظة على الثروات في ظل حالة الشكوك السياسية والاقتصادية، وجاءت هذه الزيادة بشكل متزامن مع بيانات أمريكية سلطت الضوء على تباطؤ معدلات التضخم، مما عزز توقعات خفض أسعار الفائدة قريبًا.

أسعار الذهب في ظل الأوضاع الجيوسياسية

تُعتبر أسعار الذهب مرآة دقيقة للتوترات الجيوسياسية، إذ إن أي تصعيد أو زيادة في المخاطر يولد طلبًا كبيرًا على الذهب كمخزن آمن للقيمة، اليوم شهدنا ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 3364.10 دولاراً للأوقية، في حين كانت العقود الأمريكية الآجلة قد حققت زيادة أكثر وضوحًا بنسبة 1.2% مسجلة 3384.40 دولاراً كما أن انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% زاد من إقبال المشترين الدوليين على الذهب، حيث تصبح تكلفته أقل نسبيًا عند تسعيره مقابل عملات أخرى.

بالتزامن مع ذلك، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات أثارت قلقًا بشأن احتمالية إجلاء الأمريكيين العاملين في الشرق الأوسط، ما دفع الأسواق للاعتماد بشكل أكبر على الذهب كأصل آمن.

كيف أثّرت بيانات التضخم على أسعار الذهب؟

عندما نلقي نظرة على بيانات التضخم الأخيرة، نجد أنها أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% فقط خلال مايو، وهو أقل من التوقعات السابقة التي أشارت إلى زيادة بنسبة 0.2%، هذه الإشارة دفعت المستثمرين والمحللين إلى توقع أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بنهاية العام وذلك يؤثر بشكل إيجابي على أسعار الذهب، إذ إن خفض الفائدة يقلل تكلفة الفرص البديلة لامتلاك المعدن الأصفر.

المتعاملون يترقبون أيضًا بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة التي ستصدر قريبًا، حيث يُعتبر هذا المؤشر أحد العوامل المؤثرة في قرارات البنك المركزي حول السياسة النقدية، الأمر الذي يجعل الأسواق المالية تسير بخطى حذرة انتظارًا لما سيُعلَن من خلال هذه البيانات.

أداء معادن نفيسة أخرى إلى جانب الذهب

الذهب لم يكن المعدن النفيس الوحيد الذي استفاد من الأوضاع الحالية، حيث شاركت الفضة والبلاتين والبلاديوم في تقلبات السوق، على سبيل المثال، ارتفعت الفضة بنفس نسبة الذهب تقريبًا، بواقع 0.3% لتصل إلى 36.32 دولاراً للأوقية، بينما حقق البلاتين ارتفاعًا أكثر وضوحًا بنسبة 0.8% ليبلغ 1265.32 دولارًا واستمر في الاقتراب من أعلى مستوياته خلال أربع سنوات أما البلاديوم فقد عكس الاتجاه، مسجلًا انخفاضًا بمقدار 1% ليصل إلى 1069.65 دولاراً.

• الذهب: سُجل ارتفاع بنسبة 0.3%، مما يعكس شعبيته كملاذ آمن.
• الفضة: حققت ارتفاعًا مماثلاً يعكس طلبًا متزايدًا.
• البلاتين: استفاد من نشاط السوق وحقق نسبة نمو جيدة.
• البلاديوم: شهد هبوطًا طفيفًا رغم الأوضاع المضطربة.

جدول مقارنة بين المعادن النفيسة اليوم

مما سبق، نجد أن أداء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى يتأرجح بناءً على مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، ويظل الذهب بشكل خاص الخيار الأول للمستثمرين خلال فترات الاضطراب، مع استمرار الترقب للبيانات الاقتصادية القادمة والمواقف الجيوسياسية التي قد تحمل تقلبات جديدة للأسواق.