«صدمات مفاجئة» أزمة إيران وإسرائيل تهدد مصير شركات الطيران العالمية

رحلات ملغاة وخسائر فادحة… شركات الطيران تهتز بفعل أزمة إيران وإسرائيل

أثارت الأزمة الحالية بين إيران وإسرائيل مخاوف شديدة في أسواق الطيران العالمية، حيث اتجهت شركات الطيران إلى اتخاذ تدابير غير مسبوقة لتجنب المخاطر التشغيلية، وسط توقعات باستمرارية الأزمة وتأثيرها السلبي على القطاع بأكمله. انعكست الأوضاع على مسارات الرحلات وعلى أسواق المال عالميًا، مما تسبب في موجة خسائر لم يتوقعها المستثمرون.

شركات الطيران تتراجع بشكل ملحوظ

تتأثر شركات الطيران حول العالم بشكل مباشر بالتوترات الجيوسياسية، وقد أدى الصراع بين إيران وإسرائيل إلى اتخاذ خطوات سريعة لتجنب التحرك في أجواء الشرق الأوسط الملتهبة، حيث ألغيت العديد من الرحلات أو تم تغيير مساراتها، خاصة عبر إيران، العراق، والأردن، وفقًا لبيانات حديثة من منصات مراقبة الطيران.

وقد تكبدت كبرى شركات الطيران العالمية، مثل “لوفتهانزا” و”إير فرانس – كيه إل إم”، خسائر في قيمة أسهمها بنسبة تتجاوز 4%، بينما شهدت الشركات الأمريكية مثل “دلتا إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز”، هبوطًا مشابهًا، مما يعكس تخوف الأسواق من تصاعد التوتر وتأثيره على الرحلات الدولية.

تداعيات مباشرة على قطاع السياحة

لم يكن الطيران وحده الخاسر في هذه الأزمة، بل امتدت الأضرار إلى قطاع الترفيه والسياحة، حيث تسبب انخفاض ثقة المسافرين والمستثمرين في تراجع ملحوظ بسوق الحجوزات الدولية. فقد شهدت شركات تنظيم الرحلات البحرية، مثل “نورويجيان كروز لاين” و”كارنيفال كورب”، انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 3% و4%، بينما توالت الخسائر على شركات حجز الإجازات والسفر، مثل “إكسبيديا” و”بوكينج هولدينجز”، التي تراجعت أسهمها بنسبة 1.5% وسط توقعات طويلة الأمد بضعف الإقبال على السفر والمغامرات السياحية في ظل الاضطرابات.

أسعار النفط تشتعل وأسهم الطاقة تتألق

وعلى الجانب الآخر، حدت الأزمة من الخسائر في قطاع الطاقة، بل استفاد بشكل مباشر مع قفزة تاريخية في أسعار النفط بنسبة تجاوزت 9%، بسبب المخاوف بشأن تعطل الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك مرور النفط عبر مضيق هرمز الحيوي الذي يمر من خلاله نحو 20% من الاستهلاك العالمي.

وقد شهدت أسهم شركات الطاقة الطفرة الأكبر هذا الأسبوع، حيث ارتفع سهم “إكسون موبيل” و”شيفرون” بنسبة 3%، في حين قفزت شركات خدمات الحقول النفطية مثل “هاليبرتون” و”بيكر هيوز” بنسبة تجاوزت 5%.

التدابير لتقليل الخسائر

في ظل هذا الوضع، تسعى شركات الطيران والجهات المرتبطة إلى تقليل الأضرار عبر التدابير الآتية:

• تعديل مسارات الرحلات الجوية لتجنب المناطق الملتهبة وذات المخاطر العالية
• تنسيق الجهود مع الحكومات والهيئات الجوية لضمان سلامة الركاب والموظفين
• اتخاذ إجراءات لتعويض الركاب عن الرحلات المؤجلة أو الملغاة

يتوقع المتخصصون استمرار التذبذب في أسواق الطيران والطاقة حتى تتضح معالم الصراع بين إيران وإسرائيل، مع احتمالية حدوث موجات تأثر جديدة إذا ما تصاعدت التوترات بشكل أكبر.