«تصعيد خطير» الاعتداءات الإسرائيلية على إيران تدفع أسعار الذهب للارتفاع

الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على أهداف داخل الأراضي الإيرانية فرضت تصعيدًا جديدًا على المشهد السياسي الدولي، مما أثار مخاوف واسعة النطاق بشأن استقرار المنطقة، وسرعان ما انعكست تلك المستجدات على الأسواق المالية، حيث ارتفعت أسعار الذهب عالميًا، مع تدافع المستثمرين للبحث عن أصول مالية آمنة تحميهم من تقلبات الأزمات، وجاء هذا التصعيد وسط هدوء اقتصادي نسبي سابق مدفوع ببيانات مستقرة نسبيًا في الولايات المتحدة.

صعود الذهب في مواجهة التوترات الجيوسياسية

كانت أسعار الذهب دائمًا تعكس حالة الأسواق وقت الأزمات، وقد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في فترة قصيرة عقب التصعيد بين إسرائيل وإيران، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 1.7% ليصل إلى 3444 دولارًا للأوقية، وتراوح ما بين 3383 دولارًا و3436 دولارًا خلال التداولات الأخيرة، هذا الارتفاع يسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الذهب في حماية رؤوس الأموال من مخاطر التضخم والاضطرابات السياسية حول العالم، ودفع هذا التوتر المتزايد العديد من المستثمرين إلى التحرك السريع لتأمين ممتلكاتهم الاستثمارية عبر الذهب، وسط تحذيرات بتزايد احتمالات تصعيد أكبر خلال الفترة المقبلة.

• الذهب يرتفع بفضل المخاوف الجيوسياسية المتصاعدة.
• سعر الأوقية يتجه نحو مستويات غير مسبوقة منذ مايو الماضي.
• المعدن الأصفر يحتفظ بجاذبيته رغم ضبابية الأسواق الأخرى.

من المثير للاهتمام أن صعود الذهب جاء رغم تسجيل الدولار الأمريكي مكاسب طفيفة بنسبة 0.9% مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني، ولكن توقعات المحللين ترجح احتمال أن يكون هذا الارتفاع مؤقتًا، خصوصًا مع قرب الإعلان عن قرارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول السياسة النقدية خلال اجتماع 18 يونيو، التي يتوقع أن تؤثر بدورها على السوق بأسره.

تأثير ارتفاع الذهب على السوق المحلي المصري

لم يكن السوق المصري بمعزل عن التغيرات الطارئة عالميًا، فقد انعكست مستويات الذهب العالمية سريعًا على أسواق الذهب المحلية، مسجلةً ارتفاعات ملحوظة في الأسعار اليومية، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 قيمة 4850 جنيهًا، بينما استقر عيار 18 عند 4157.14 جنيهًا، وسجل عيار 24 حوالي 5542.86 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 38,800 جنيه مصري، هذا الارتفاع يعكس مدى التأثر المتزامن للاقتصادات المحلية بتحركات الذهب عالميًا، خاصة مع ارتباطه المباشر بالدولار الأمريكي، الأمر الذي أكد عليه المهندس هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، حيث أوضح أن الذهب لا يزال الخيار الأمثل لحماية مدخرات الأفراد في ظل تقلب الأسواق الأخرى.

هل هناك مستقبل للتهدئة أم مجال لمزيد من الاضطرابات؟

تؤكد التطورات الأخيرة أن الذهب سيبقى الملاذ الآمن للمستثمرين، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة على تهدئة التصعيد بين إسرائيل وإيران، ومع استمرار التوترات الجيوسياسية، يرتبط مستقبل الأسعار بتطور هذه الأحداث ومدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي، يرى العديد من المحللين أن احتمالية تهدئة طويلة الأمد قد تؤدي إلى تصحيح تدريجي للأسعار، ولكن في الوقت الراهن، يبقى الذهب الخيار الأبرز في مواجهة تقلبات الأزمات