«مشهد مدهش» كاميرا ناسا تلتقط شبح الغبار على سطح المريخ

في مشهد فريد من نوعه، التقطت مركبة “برسفيرنس” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” صورة سيلفي على سطح كوكب المريخ، كشفت خلالها عن ظاهرة طبيعية مثيرة تعرف باسم “عفريت الغبار”، وهي دوامة ترابية مريخية تشبه الشبح في حركتها، وقد ظهرت في خلفية الصورة على بُعد خمسة كيلومترات تقريبًا من موقع المركبة.

لحظة مميزة في تاريخ الاستكشاف المريخي

الصورة التي أدهشت متابعي الفضاء حول العالم لم تكن عادية بأي شكل من الأشكال، إذ جرى تجميعها من 59 صورة فردية تم التقاطها عبر الكاميرا المثبتة على ذراع المركبة الآلية الطويلة، العملية الدقيقة تطلبت ساعة كاملة لإتمام عملية التصوير من جميع الزوايا الممكنة، لضمان إخراج صورة بجودة عالية وتفاصيل غنية عن الموقع المحيط بالمركبة، هذه الدقة في التقاط الصور مكنت الباحثين من توثيق البيئة المريخية بأدق تفاصيلها.

ملامح فنية خلف الظاهرة

أشارت ميغان وو، المختصة بمعدات التصوير التي تم تركيبها على “برسفيرنس”، إلى أن “عفريت الغبار” خلف المركبة أضاف بريقًا فنيًا غير مسبوق للصورة، إذ تعتبر هذه الظواهر الترابية نادرة الحدوث مقارنة بالطقس اليومي على الأرض، وأكدت ميغان أن المشهد كان أبعد من مجرد توثيق علمي إلى لقطة فنية تحاكي الجمال الطبيعي اللامتناهي لكوكب المريخ.

• دوامات الغبار هي ظواهر تحدث على كوكب المريخ بسبب حركة الرياح القوية.
• تتخذ هذه الظواهر شكل أعمدة رفيعة ودوامية تتكون بسبب الفروقات في درجات الحرارة.
• عادةً ما تكون مرئية عند ساعات النهار حيث تنشط الرياح بشكل ملحوظ.

استكشاف علمي عميق

إلى جانب التركيز على الظاهرة الترابية، توضح الصورة تراكماً طفيفاً من الغبار المريخي على سطح المركبة، كما تظهر الموقع الذي عملت فيه “برسفيرنس” مؤخرًا على حفر ونقل عينات من الصخور لتحليلها لاحقًا في مختبرات الأرض، هذه العينات تعد جزءًا أساسيًا من خطة ناسا لمعرفة ما إذا كان الكوكب الأحمر يحتوي على عناصر أو مركبات تدعم تواجد الحياة الميكروبية سابقًا، المسارات الناتجة عن حفر الصخور واضحة في الصورة، مما يعكس مدى خباه المركبة حتى في أصعب الظروف المناخية.

تقدم في المهمة العلمية

الصورة التُقطت في وقت خاص جدًا، حيث تجاوزت “برسفيرنس” أربعة أعوام على سطح الكوكب الأحمر، قطعت خلال هذه الفترة آلاف الأمتار، ونفذت عمليات ناجحة عديدة، الجدول التالي يوضح ملامح المهمة:

في هذا السياق، تُظهر الأرقام أن المركبة حققت تقدمًا ملحوظًا على مدار مهمتها التي أثرت بشكل كبير على فهمنا لاستدامة الحياة خارج الكوكب الأزرق، كما أسهمت في تحسين تقنيات البحث الفضائي للمهمات المستقبلية.