«صراع جديد» حرب إيران وإسرائيل تقفز بأسعار الذهب نحو الملاذات الآمنة

حرب إيران وإسرائيل تصنع حالة من التوتر العالمي وتثير قلق الأسواق المالية، ويبدو أن الذهب هو المستفيد الأكبر من هذا الوضع، إذ يُنظر إليه كملاذ آمن وسط التصعيد الجيوسياسي المتزايد. خلال الأيام الماضية، سجل المعدن النفيس مكاسب ملحوظة، مع تحركات تشير إلى احتمالية بلوغ مستويات قياسية جديدة في أسعاره قريبًا.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

شهد الذهب ارتفاعًا لافتًا للجلسة الرابعة على التوالي إذ وصل السعر الفوري للأوقية إلى 3442.09 دولار، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي إلى 3461.90 دولار لتقترب من مستوى المقاومة عند 3500 دولار. هذا الارتفاع يُعزى إلى تصاعد الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، والتي أضافت طبقة إضافية من المخاوف الجيوسياسية على المستوى الدولي. يرى كيلفن وونج، خبير تحليل السوق بشركة أواندا، أن الذهب قد يحقق أرقامًا قياسية في ظل اختراقه المستويات الحرجة سابقة الذكر، حيث تعزز الأزمات عادة طلب المستثمرين على الأصول الأكثر أمانًا.

إلى جانب الذهب، شهدت أسواق المعادن الأخرى أداءً متباينًا حيث ارتفعت الفضة بشكل طفيف واستقر البلاتين بنسبة ملحوظة، بينما صعد البلاديوم بمعدل أعلى من باقي المعادن. تشير هذه التحركات إلى تركيز المستثمرين على تنويع محافظهم المالية في ظل اضطراب الأسواق العالمية.

أثر التصعيد العسكري على الأسواق

مع تصاعد المواجهات الدموية بين طهران وتل أبيب وسقوط قتلى وجرحى، باتت الأزمة الجيوسياسية عاملًا رئيسيًا يعزز الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب. في نفس الوقت، يترقب المستثمرون قرارات هامة من البنوك المركزية وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة الحالية. يتوقع الكثيرون أن تؤثر الإشارات حول تخفيضات محتملة مستقبلًا على حركة الأسواق، مما قد يضيف مزيدًا من الدعم لأسعار الذهب مستقبليًا.

لم يقتصر التصعيد العسكري على التأثير العالمي فقط، بل انعكس على الأسواق المحلية في عدة دول، ومن بينها السوق المصري الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في سعر جرام الذهب. وقد أثر تصاعد سعر الدولار أيضًا على زيادة الأسعار المحلية، مما جعل الكثير من المستثمرين المحليين يُقبلون على شراء الذهب كوسيلة للحفاظ على أموالهم وسط الوضع الاقتصادي الصعب.

سعر الذهب في السوق المحلي

على الصعيد المحلي، شهد سعر جرام الذهب عيار 21 – الأشهر في السوق المصري – ارتفاعًا كبيرًا قدره 250 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، ليلامس 4900 جنيه، وهو تطور غير مسبوق. ووصف رئيس شعبة الذهب إيهاب واصف هذه القفزة بأنها انعكاس مباشر للزيادة العالمية في أسعار الأوقية التي تجاوزت حاجز 3400 دولار، إلى جانب الضغوط المحلية الناتجة عن تدهور سعر الجنيه أمام الدولار.

وأوضح واصف أن حالة الاستقرار السعري قد انتهت مع هذه الارتفاعات القوية، لافتًا إلى أن الطلب على الذهب محليًا شهد زيادة ملحوظة بسبب المخاوف الاقتصادية، حيث أصبحت الأوقية والسبائك خيارات أساسية للمستثمرين الأفراد في مصر. ومع استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تبدو احتمالات استمرارية هذا الوضع واردة.

• تحليل مستمر للتأثير الجيوسياسي على أسعار الذهب
• رصد تطور سعر الدولار محليًا وعالميًا
• متابعة قرارات البنوك المركزية وتأثيرها على السياسات المالية العالمية

يبقى السؤال المطروح الآن: هل يتجه الذهب نحو مستويات جديدة أعلى، أم أن الأسواق ستشهد موجة استقرار لاحقًا؟