فرصة ذهبية: إعادة تعريف التعليم العالي ليتماشى مع سوق العمل الحديث

شهد مؤتمر “مبادرة تنمية القدرات البشرية” في نسخته الثانية جلسات نقاش متميزة تناولت موضوع “من الإمكانات إلى التمكّن: إعادة تشكيل حدود وممارسات تنمية القدرات البشرية”. تُعقد الفعاليات في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، بحضور نخبة من الأكاديميين وقادة التعليم العالي، الذين استعرضوا رؤى استراتيجية لإعادة صياغة منظومة التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل ومتغيرات المستقبل.

أهمية إعادة صياغة التعليم العالي في تنمية القدرات البشرية

أجمع المختصون المشاركون في الجلسة على ضرورة إعادة تعريف أهداف التعليم العالي بما يعزز ارتباطه المباشر بالمجتمع وسوق العمل. تطرق المتحدثون إلى أهمية تطوير نماذج تعليمية مرنة تسمح للطلاب بالتكامل بين التخصصات المختلفة، وقياس جودة البرامج الأكاديمية بناءً على نتائج ملموسة مثل نسب توظيف الخريجين. وأوضح الدكتور أحمد اليماني، رئيس جامعة الأمير سلطان، أن الانتقال من “مرحلة الإمكانات إلى مرحلة التمكّن” يتطلب نهجًا شاملاً يشمل التدريب العملي والاستعداد المهني منذ المراحل الدراسية الأولى.

تجارب الجامعات في تحقيق التمكّن البشري

استعرضت الدكتورة إيناس العيسى، رئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، تجربة جامعتها التي تجعل من مفهوم “التمكّن” هدفًا محوريًا في جميع برامجها. وأشارت إلى مبادرة “X Factor” التي طرحتها الجامعة لتشجيع الربط بين المناهج الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل. من جهة أخرى، تحدث الدكتور اليماني عن مبادرات جامعة الأمير سلطان، مثل برنامج “التعليم من أجل التوظيف”، الذي يهدف إلى تأهيل الخريجين للحصول على شهادات احترافية تُؤهلهم لسوق العمل في مجالات حيوية مثل الأمن السيبراني والحوسبة السحابية.

التكنولوجيا وريادة الأعمال في التعليم المستقبلي

أكد البروفيسور أندرياس كانغياليس من جامعة نيوم على أهمية إزالة الحدود التقليدية بين التخصصات والاهتمام بإدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم كأداة لتعزيز الكفاءات البشرية. وأضاف الدكتور عمر طولان أهمية التركيز على ما يُعرف بـ”المهارات العرضية”، التي تشمل تحليل البيانات، التفكير النقدي، وصياغة الحلول الديناميكية. كما شدد البروفيسور فينتشينزو فينزي على الحاجة لتصميم برامج تعليمية تعكس الابتكار السريع، مدعومة بشراكات محلية ودولية لتوفير بيئة تعليمية متكاملة.

وضمن هذا السياق، يمثل المؤتمر منبرًا هامًا لتحقيق التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات المختلفة لتمكين رأس المال البشري وتعزيز التنافسية.