خبير: ترامب يحاول تفكيك بريكس لتقليص نفوذ الصين وروسيا وتعزيز الهيمنة الأمريكية عالميًا

الرئيس الأمريكي يسعى لتفكيك “البريكس” لتقويض نفوذ الصين وروسيا
يسعى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى تفكيك “منظمة البريكس” التي تجمع بين خمس دول أساسية: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا. الهدف من هذه الخطوة هو تقليل نفوذ كل من الصين وروسيا على الساحة العالمية، خاصةً أن المنظمة تُعد تكتلاً اقتصادياً مهماً يعزز التعاون والتنمية بين أعضائها. تترافق هذه السياسة مع محاولات لتعزيز الاقتصاد الأمريكي وسط أزمات مالية متزايدة.

محاولات لتعزيز الاقتصاد الأمريكي

تعد التحديات الاقتصادية أحد أبرز الأسباب التي دفعت ترامب إلى اتخاذ مواقف صارمة تتعلق بالمنظمات الدولية. ذكر الدكتور أحمد سعيد، خبير في التشريعات الاقتصادية، أن الحكومة الأمريكية اضطرت العام الماضي إلى تعليق بعض الخدمات العامة بسبب عجز كبير في التمويل. وتشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تطبع حوالي 3000 مليار دولار لتغطية هذا العجز، ما أدى إلى ارتفاع ديونها الوطنية إلى نحو 36 تريليون دولار. هذه المواقف الاقتصادية الحساسة هي السبب الرئيسي وراء السياسة البرجماتية التي يقودها ترامب تجاه المؤسسات الاقتصادية العالمية.

انسحاب الولايات المتحدة من المنظمات الدولية

لم يقتصر نهج ترامب على استهداف “البريكس”، بل امتد ليشمل انسحاب الولايات المتحدة من منظمات دولية مهمة مثل منظمة الصحة العالمية. هذا الانسحاب جاء في سياق سياسات أكثر تقشفاً شملت أيضاً إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي كانت تقدم منحاً ومساعدات للدول النامية. يُظهر ذلك تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية نحو تقليص دورها التقليدي كداعم دولي.

أهمية “منظمة البريكس” وتأثيرها العالمي

تلعب “البريكس” دوراً محورياً في تعزيز التعاون بين دولها الأعضاء وتقديم نموذج اقتصادي مستقل بعيداً عن هيمنة الدولار الأمريكي. إن هذه المنظمة تتيح للدول الأعضاء تحقيق توازن اقتصادي عالمي من خلال شراكات استراتيجية في مجالات التجارة، الاستثمار، والطاقة. لذلك، تُظهر تحركات ترامب الرامية لتفكيك “البريكس” رغبة واضحة في حماية النفوذ الأمريكي في مواجهة التحولات الاقتصادية الدولية.

في النهاية، تتباين الآراء حول هذه السياسة، فبينما يعتبرها البعض ضرورة لحماية الاقتصاد الأمريكي، يراها آخرون تهديداً للنظام العالمي واستقراره.