ارتفاع أسعار الذهب اليوم الخميس مع تثبيت الفائدة من الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب الفورية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الخميس، متأثرة بالتوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مما ساهم في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن لدى المستثمرين، إذ تزامن هذا الصعود مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة، وهو ما أثر على مكاسب المعدن الأصفر بشكل طفيف. تبدو هذه المؤشرات فرصة جديدة لفهم العلاقة بين الأحداث الجيوسياسية وأسعار الذهب.

أحدث تحركات أسعار الذهب

سجل سعر الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,376.48 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية وفق بيانات الساعة 02:15 بتوقيت جرينتش، بينما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة انخفاضًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 3,393.70 دولارًا. هذه الأرقام تُظهر تباينًا لافتًا بين السوقين الفورية والآجلة، مما يعكس تفاعل المستثمرين المختلف مع الأوضاع الحالية.

تأتي هذه التحركات السريعة للأسعار في ظل سعي المستثمرين الدائم إلى الأصول الآمنة وسط حالة من عدم اليقين، إذ تعتبر المعادن الثمينة مثل الذهب ملجأ تقليديًا للحفاظ على القيمة، خصوصًا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو الاقتصادية.

الاحتياطي الفيدرالي وتثبيت أسعار الفائدة

قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الاحتفاظ بمعدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية خلال اجتماعه الأخير، مع الإشارة إلى إمكانية خفض الفائدة بنصف نقطة مئوية لاحقًا خلال العام. يأتي هذا القرار في إطار سياسة أكثر حذرًا، ما أثّر على توقعات الأسواق بشأن المسار المستقبلي للفائدة الأمريكية.

هذه السياسة تؤثر بطبيعة الحال على أسعار الذهب، حيث ترتبط الفائدة بشكل وثيق بجاذبية المعادن الثمينة، إذ يؤدي تثبيت الفائدة أو خفضها عادةً إلى ضعف الدولار، ما يجعل الذهب أكثر تنافسية بأسعار مقبولة للمشترين بعملات أخرى.

حركة باقي المعادن النفيسة

لم يكن الذهب الوحيد الذي شهد تقلبًا في أسعاره، فقد انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 36.66 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 1.5% لتصل أسعاره إلى 1342.36 دولارًا، أما البلاديوم فقد سجل ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 1055.18 دولارًا للأوقية. هذه الأرقام تشير إلى تنوع ردود أفعال الأسواق تجاه مختلف المعادن، بناءً على عوامل العرض والطلب لكل معدن.

أسباب الاستثمار في الذهب وسط الأزمات

يمثل الذهب خيارًا استثماريًا شائعًا في فترات الأزمات لأنه يمتلك عدة مزايا تجعله ملجأ آمنًا، ومن أبرز هذه المزايا:

• يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، ما يجعله أداة تحوط فعالة ضد التضخم وضعف العملات.
• حجم سوقه الكبير نسبيًا يجعله يمتلك سيولة عالية، مما يسهل التجارة به أو تحويله إلى نقد بسهولة.
• تاريخيًا، أثبت الذهب قدرته على التفوق في الأداء خلال الأوقات التي تسودها أجواء التقلبات الجيوسياسية.

مقارنة بين الذهب والمعادن البديلة

لفهم أفضل للحركة السوقية بين الذهب وبقية المعادن النفيسة، يمكن النظر إلى الجدول التالي:

يبدو أن الأحداث العالمية والقرارات الاقتصادية الأمريكية تلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات الأسعار، لذا فإن متابعة المؤشرات العالمية ستكون خطوة حاسمة لمعرفة مسار الذهب والمعادن النفيسة في المستقبل القريب. للحصول على مقالات تتناول العلاقة بين الذهب والسياسة النقدية، يمكنك زيارة مقالنا السابق عن أهم استراتيجيات الاستثمار في الذهب.