تحذير الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي بفعل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مؤخرًا، مما أثار دهشة الكثير من المستثمرين والمحللين. تأثير التقلبات الجيوسياسية، إلى جانب التغيرات الاقتصادية العالمية، دفع المعدن الأصفر لتسجيل واحد من أسوأ أسابيعه في الفترة الأخيرة. مع ذلك، لا تزال أسواق المال ترقب عن كثب حراك السعر بين التأثيرات السياسية والاقتصادية التي لا تنتهي.

أسعار الذهب تنخفض وسط إشارات تهدئة

شهد سعر الذهب انخفاضًا بنسبة 0.6% ليسجل 3350 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة بالولايات المتحدة بنسبة 1.2% لتصل إلى 3366 دولارًا. هذه التراجعات تشير إلى تحركات غير متوقعة، وبالأخص مع انحسار بعض المخاوف الجيوسياسية مؤخرًا. يبدو أن الأخبار المتعلقة بالموقف الأمريكي من إيران ساهمت في تقليل الضغط النفسي في الأسواق، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيمنح فرصة أسبوعين قبل اتخاذ أي قرار بشأن تدخل عسكري، وهي خطوة خففت من التوترات.

من جهة أخرى، فإن الانخفاض الإجمالي بنسبة 2.4% هذا الأسبوع يعتبر الأسوأ الذي شهده الذهب منذ أكثر من شهر. هذه التقلبات تستمر في التسبب بقلق واضح للمستثمرين الذين يعتمدون على الذهب كاستثمار آمن في أوقات عدم الاستقرار.

لماذا يؤثر الدولار القوي على الذهب؟

يحتفظ الدولار الأمريكي بوقع قوي على أداء الذهب، حيث ارتفع بنسبة 0.5% هذا الأسبوع، وهو ما جعل شراء الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى. عندما يزداد سعر الدولار، تتضاءل شهية الأسواق تجاه المعدن الثمين، ويزداد الاتجاه نحو بيعه. في مثل هذه الظروف، يتراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن.

جدول يوضح تأثير الدولار القوي على الذهب:

ارتفاع الدولار بالتزامن مع قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أدى أيضًا لتقليص فرص خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. القرار الأخير بالإبقاء على مستويات الفائدة بين 4.25% و4.50% جاء بعكس رغبة المسؤولين الاقتصاديين الأمريكيين الذين أشاروا سابقًا لإمكانية تحفيز الاقتصاد عن طريق تخفيض الفائدة.

المعادن الأخرى والمشهد الأوسع

لم يكن الذهب المعدن الوحيد المتضرر خلال الفترة الماضية. المعادن الثمينة الأخرى شهدت أوقاتًا متباينة. على سبيل المثال:

• تراجعت الفضة بنسبة 1% لتسجل 36.01 دولار للأوقية
• البلاتين شهد انخفاضًا بنسبة 1.4%، مستقرًا عند 1289 دولارًا
• البلاديوم كان الاستثناء، محققًا مكاسب متواضعة بنسبة 0.1% مسجلًا 1051 دولارًا

هذه التفاوتات أظهرت قوة الطلب على البلاديوم على الرغم من موجة التقلبات التي ضربت الأسواق. التوقعات المستقبلية تشير، بحسب المحللين، إلى أن الذهب قد يجد دعمًا تقنيًا قويًا عند 3320 دولارًا. وإذا كسر هذا الحاجز، يمكن للمعدن الهابط أن يواصل تسجيل انخفاضات أكبر ليصل إلى مستويات قريبة من 3245 دولارًا.

رغم هذه الإشارات السلبية، لا تزال هناك تحليلات تدعو للتفاؤل في المدى الطويل. ارتفاع شهية المستثمرين تجاه الذهب مع حدوث أي توترات سياسية جديدة، أو سلوك اقتصادي غير متوقع، قد يعيد التوازن لسعر المعدن، مما يوفر فرصًا جديدة للاستثمار والربح. القلق من المستقبل الاقتصادي يدفع البعض لزيادة الحذر، مما يجعل الساحة الاقتصادية مفتوحة على توجهات جديدة.