كيف أصبح الكركم من الهند إلى تيك توك ترندًا بـ 180 جنيهًا

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة رواج تجربة منزلية غريبة تعرف بـ”ماء الكركم المتوهج”، تجربة تجمع بين البساطة والسحر البصري إذ أشعلت الفيديوهات التوضيحية للظاهرة فضول الملايين حول هذا المنتج الهندي المثير ورغم استخدام الكركم تاريخيًا كوسيلة علاجية فإنه اليوم دخل عالم الترند بثقة، ليعيد تعريف حضوره في مطبخ المنزل وفي الشاشات.

ترند الكركم المتوهج وسبب انتشاره

كانت البداية من منصة تيك توك، حيث ظهر الكركم في تجربة منزلية تتطلب كوب ماء وضوءًا قويًا وكمية قليلة من الكركم، كانت النتيجة لحظة بصرية تأسر الألباب، حيث تتحول المكونات إلى مشهد مذهل بألوان ذهبية متوهجة جذبت المشاهير والمؤثرين وملايين المتابعين، معلنين لحظة ولادة ترند جديد.

بالإضافة إلى كونه لحظة ممتعة، تحمل التجربة رسالة علمية بسيطة إذ يكمن السر في تفاعل الضوء مع جزيئات الكركم وتتبع أثره في الماء، وهو ما خلق حالة من الفضول لدى الأسر لتجربة الظاهرة مع الأطفال، ما يجعلها نشاطًا ترفيهيًا وتثقيفيًا في آن واحد، وبغض النظر عن كون الأمر ينتمي للعلاج أو الفنون البصرية، يبقى الكركم الوجه البارز في الساحة.

فوائد الكركم الصحية المذهلة

يعتبر الكركم عنصرًا أساسيًا في الطب الهندي التقليدي، حيث يُعرف بقدرته على مكافحة الالتهابات، دعم صحة الكبد، وعلاج أمراض مثل الصدفية، الربو، والتهابات المفاصل، وبحسب رأي العطار وائل سعدة، فإن الكركم المستخدم في الأسواق المصرية يتميز بجودة عالية إذ يتم استيراده من الهند التي تُعد البيئة المثالية لنمو هذا النبات العلاجي.

يُستخدم الكركم بطرق عديدة سواء في الطهي أو المشروبات مثل الحليب الذهبي، إلى جانب إدخاله في علاجات عشبية لبعض الأمراض، كما تشير الدراسات إلى وجود مؤشرات باحتمالية مساهمته في علاج بعض أنواع السرطان، ومع ذلك، أشار الخبراء إلى ضرورة استخدامه باعتدال لتجنب أي آثار جانبية مثل تقليل امتصاص الحديد في الجسم أو تفاقم بعض المشاكل الصحية لدى مرضى المرارة.

• الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب
• تقوية المناعة بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة
• التخفيف من الآلام المرتبطة بالتهابات المفاصل
• تحسين صحة الجهاز الهضمي ومعالجة عسر الهضم

مكانة الهند في إنتاج وتصدير الكركم

الهند ليست فقط أكبر منتج للكركم على مستوى العالم، بل هي القلب النابض لهذه الصناعة حيث تنتج حوالي 1.1 مليون طن سنويًا، ما يعادل 80% من الإنتاج العالمي ومن المناطق التي تفتح أبوابها أمام زراعة هذا المحصول نجد ولايات كأندرا براديش وتاميل نادو، حيث تتوافر الظروف الطبيعية المثالية.

هذا الحجم الهائل من الإنتاج جعل الهند مهيمنة على سوق الكركم العالمي، إذ تُغطي احتياجاتها المحلية وتُصدر الفائض إلى أكثر من 150 دولة وقد باتت شعوب كثيرة تفضل المنتجات الهندية لجودتها وتميزها.

مع استمرار رواج الكركم في عالم الطبخ والجمال وأخيرًا كظاهرة رقمية، تزداد شعبيته يومًا بعد يوم، سواء كنت تفكر في دمجه في روتينك الصحي أو تنوي تجربته كجزء من ترند ماء الكركم، فإنه بلا شك منتج يحتفظ بجاذبية لا تقاوم، ومكانة عريقة في عالم النباتات الطبية.